+A
A-

"رجل الصواريخ " بين غضب أميركا ودبلوماسية الصين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إن الجهود الدبلوماسية الصينية أخفقت في كبح برنامج بيونغيانغ النووي، بينما قال وزير خارجيته ريكس تيلرسون إنه ينبغي لبكين بذل المزيد للحد من إمدادات النفط إلى بونغيانغ.

وفي تغريدة على تويتر، وجه ترامب إهانة جديدة لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ووصفه بأنه "رجل الصواريخ الصغير" وأنه "جرو سقيم" وذلك بعدما أجرت كوريا الشمالية الأربعاء تجربة لأحدث صواريخها الباليستية العابرة للقارات حتى اليوم.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن نهج واشنطن في هذاا لشأن استفزازي على نحو خطير.

وكتب ترامب تغريدة على تويتر قال فيها "يبدو أن المبعوث الصيني الذي عاد للتو من كوريا الشمالية لم يؤثر في رجل الصواريخ الصغير"، في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي.

وفي سياق متصل، رحب تيلرسون بجهود الصين تجاه كوريا الشمالية، لكنه قال إن بكين يمكنها بذل المزيد من الجهد باستخدام صادراتها النفطية للضغط على كوريا الشمالية.

وقال تيلرسون في تصريحات بوزارة الخارجية في واشنطن "يقوم الصينيون بجهد كبير. ونعتقد أن بمقدورهم بذل المزيد (بسلاح) النفط. نطلب منهم بالفعل كبح المزيد من النفط وليس وقفه كليا".

وعلى خلاف نهج ترامب الميال للصدام، يتشبث تيلرسون بآمال العودة للحوار إذا أظهرت كوريا الشمالية رغبة في التخلي عن برنامجها النووي.

ووصلت التوترات في شبه الجزيرة الكورية إلى مستوى جديد بعدما أعلنت بيونغيانغ الأربعاء أنها اختبرت بنجاح صاروخا باليستيا جديدا عابرا للقارات محرزة "تقدما كبيرا" يضع البر الرئيسي الأميركي في مرمى أسلحتها النووية.

وتعهد ترامب بفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية ردا على تجربة الصاروخ الأخيرة وفي اجتماع طارئ بمجلس الأمن في وقت متأخر الأربعاء قالت الولايات المتحدة إنها "ستدمر تماما" قيادة كوريا الشمالية إذا نشبت حرب.

وفي واحد من أقوى تصريحاته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس إن الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع الموقف استفزازية على نحو خطير وذلك رغم تنديد موسكو بالتجربة الكورية الشمالية.

وأشار لافروف إلى تدريبات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مقرر تنظيمها في ديسمبر، واتهم واشنطن بالسعي لإثارة غضب كيم "حتى يفقد التحكم في تصرفاته" بشأن البرنامج الصاروخي مما يمنح واشنطن ذريعة لتدمير بلاده.

ورفض لافروف أيضا طلب الولايات المتحدة قطع العلاقات مع بيونغيانغ بسبب البرنامج النووي والصاروخي وقال إن السياسة الأميركية باتجاه كوريا الشمالية معيبة بشكل كبير.

وفي اتصال هاتفي مع ترامب قال مون جيه-إن رئيس كوريا الجنوبية إن الصاروخ هو أكثر الصواريخ تطورا في ترسانة بيونغيانغ لكنه أضاف أن الدولة المعزولة لا تزال بحاجة لإثبات بعض التفاصيل الفنية.

وأضاف قائلا إن من غير الواضح ما إذا كان الشمال لديه بالفعل تكنولوجيا صنع رأس نووي وإن بيونغيانغ لا تزال بحاجة لأن تثبت بعض الأمور الأخرى مثل التكنولوجيا التي تمكن الصاروخ من معاودة دخول الغلاف الجوي للأرض.

عشرات التجارب المستفزة

وكانت كوريا الشمالية قد أطلقت عشرات من تجارب الصواريخ الباليستية تحت قيادة كيم، علما أنها نفذت سادس وأكبر تجربة لقنبلة نووية لديها في سبتمبر.

وتقول بيونغيانغ إن برامجها التسليحية دفاع ضروري في مواجهة خطط أميركية لغزو البلاد.

وتنفي واشنطن التي لها 28500 عسكري في كوريا الجنوبية منذ الحرب الكورية في الخمسينيات أي نية لغزو كوريا الشمالية.

وأخفقت الإدارات الأميركية السابقة في منع كوريا الشمالية من تطوير أسلحة نووية وبرنامج متطور للصواريخ.

وقالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة نيكي هيلي خلال جلسة مجلس الأمن إن بلادها طلبت من الصين قطع إمدادات النفط عن بيونغيانغ وهي خطوة فارقة تحجم عنها حتى الآن بكين، جارة كوريا الشمالية وشريكتها التجارية الرئيسية الوحيدة.

وكانت الصين أثنت في وقت سابق من نوفمبر على الصداقة بينها وبين بيونغيانغ عقب زيارة المبعوث الخاص الصيني إلى بيونغيانغ.

وتبيع موسكو منتجات نفطية إلى كوريا الشمالية مثل الصين ويعمل آلاف من الكوريين الشماليين في روسيا ويرسلون مدخراتهم إلى بيونغيانغ.

وفي تصريحاته ليوم الخميس، قال لافروف إن دعوة هيلي لدول العالم بعزل كوريا الشمالية أمر خاطئ.

وأوضح يقول "قلنا بالفعل أكثر من مرة إن الضغوط بالعقوبات استنفدت نفسها".