العدد 3337
الأحد 03 ديسمبر 2017
banner
“إذا أكرمت اللئيم تمردا”
الأحد 03 ديسمبر 2017

فعلاً... إن أكرمت اللئيم تمردا، مقولة تنطبق ليس على أحمد شفيق مرشح الرئاسة المصرية الذي لم يفز، واللاجئ بدولة الإمارات الشقيقة بعد أن ضاقت به بلاده فرحبت به الإمارات كعادتها في الكرم مع كل من يلوذ بها، فهي بلد الكرم العربي الأصيل، لكن المشكلة في هؤلاء الذين اتصفوا باللؤم من الهاربين من دولهم واللاجئين للدول الخليجية، بمجرد أن يتحرروا من قيودهم بفضل دعم الدول الخليجية لهم حتى يكسروا قشرتهم التي تستر عورتهم ويظهر لؤمهم المجرد من كل المشاعر، المشكلة تكمن في عدم قدرتنا على التمييز حين نشرع الأبواب لكل من هب ودب، فكم مرة صُدمنا بأدباء وكتاب وفنانين وسياسيين ورجال أعمال لجأوا أو هربوا وما كادوا الوقوف على أقدامهم والانتشاء بكرم الضيافة حتى عضوا اليد التي أطعمتهم وكستهم بل صنعت منهم نجوما في حقولهم ومجالاتهم، ولا أستبعد أن يأتي الدور على عزمي بشارة الذي أطعمته قطر اليوم لأنه ينبح في وجه دولنا الخليجية لينقلب على الدوحة ويشهر بها.

“قال أنور قرقاش وزير الدولة بالإمارات عبر حسابه الرسمي على تويتر، إن بلاده تأسف أن يرد شفيق الجميل بالنكران، بعد أن لجأ إلى الإمارات هاربا من مصر، مضيفاً أن الإمارات قدمت له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة رغم تحفظها الشديد على بعض مواقفه”.

ليس أحمد شفيق وحده، هناك كثيرون معروفون لدينا وبعضهم مجهولون لم يتوانوا عن التشهير بنا بل العمل ضدنا، ولنتذكر فقط ذلك الذي جاء للبحرين قبل سنوات والمدعو صلاح البندر وكذلك المدعو وجدي غنيم، وهناك الذين يندسون بيننا باعتبارهم إما خبراء أو لاجئين أو فنانين، وربما من التجار والسياسيين، بمجرد أن ينتفخوا ويشبعوا أو تنتهي مدتهم ليخرجوا من الحصار الذي بسببه تم احتضناهم حتى راحوا يشهروا بنا وهذا ليس غريبا على كل لئيم يعض اليد التي تطعمه.

السؤال، متى تتعلم دولنا وضع ثقتها في أبنائها؟ علمتنا التجارب حتى بعض أبنائنا الذين ولدوا على أرضنا ورضعوا من حليب هذه الأرض لم يتوانوا عن الخيانة واللجوء لأعدائنا في طهران وغيرها من العواصم المشبوهة، هذه الملاحم في الخيانة واللؤم ليست غريبة على كل فرد ولا أقول كل إنسان، لأن الإنسان لا يقبل على نفسه الخيانة ونكران الجميل، لكن هؤلاء رغم معرفتنا بهم المسبقة ورغم بروز الوضاعة فيهم منذ البداية إلا أنه للأسف يستقبلون بحفاوة من قبل المسؤولين عندنا حتى على حساب أهل البلد.

ما فعله أحمد شفيق مع كرم الضيافة بدولة الإمارات هو اللؤم بعينه، أتمنى أن نستوعب الدروس ليس من هذا فحسب بل من كل الذين نسلمهم أعناقنا من كتاب وفنانين وخبراء لا نعرف عنهم شيئاً حتى ينفجر لؤمهم في وجوهنا.ِ  

تنويرة:

لو اختلفت مع العالم كله واتفقت مع نفسك فأنت الرابح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية