العدد 3338
الإثنين 04 ديسمبر 2017
banner
لماذا يكرهوننا.. نكرههم.. يكرهونكم.. تكرهونهم.. نتكاره؟
الإثنين 04 ديسمبر 2017

سؤال طرح بعد الهجمات التي وقعت على الولايات المتحدة في الحادي عشر من سبتمبر 2001، عندما جمع أميركيون جملة من الحوادث المتكررة التي كانت تستهدفهم، كسفارات وبعثات، وأهداف عسكرية، ويشعرون أن هناك نبرة كراهية موجهة ضدهم بشكل واسع من الكثير من الشعوب في العالم، ومن أبرزها الشعوب العربية والإسلامية، وكان لكل هذا مبرراته الإمبريالية المعروفة، خصوصا المساندة المطلقة للعدو الصهيوني، والتغاضي عن الحقوق الفلسطينية في المقابل.

لكن الأمر الملاحظ هذه الطاقة الغريبة من الكره للعرب بعضهم بعضاً، والشواهد على هذا كثيرة لا تحتاج إلا القليل من التذكير فقط، وهي مسألة تتعدى المزاح الاعتيادي بين الثقافات المختلفة، كتشنيع الإنجليز على الأسكتلنديين بالبخل، ونظرة بعض الأوروبيين إلى الطليان بأنهم فوضويون، وغيرها من الصفات ذات العلاقة بالموروث القديم الذي تتناقله الأجيال؛ وإنما الحديث هنا عن كره يخرج أحياناً من بين أسنان المتحدثين، ومن تحت أظافر أهل الإعلام الإلكتروني والتقليدي، وفي أحيان أخرى يجري التصريح بهذه المشاعر التي تتربى في خطابات مدعومة بروافع طائفية متعددة، فعند أي إخفاق سياسي أو عسكري، عند نشوء أية ظاهرة سلبية، كالقاعدة وداعش والانفلات الطائفي في أشكاله المختلفة؛ نجد استعدادا لمدّ أصابع الاتهام إلى دول بعينها، ومذاهب بعينها، وحركات بعينها، محمّلينها كل آثام هذا العالم وأوزاره، وتتحرك الآلات الإعلامية تصديقاً وتكذيباً لهذه الادّعاءات، تبدأ هذه المسألة من أعلى القصص وأكثرها تعقيداً، وتنتهي حتى كرة القدم، فهناك مباركة حارّة لبعض الدول العربية التي وصلت، وفتور تجاه أخرى، وعند السؤال يأتي الجواب: بصراحة لا أحبهم. مجدداً، سنحتاج إلى معرفة ما يدفعنا إلى كل هذا التنابذ الكبير، ودوافع الذي نتناقله حقاً أو زوراً عن بعضنا، للحدّ من هذا التكاره... إن كان الحدّ منه مهمّاً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .