العدد 3340
الأربعاء 06 ديسمبر 2017
banner
كفانا كعرب التجارب فادحة الثمن ورحلة العذاب!
الأربعاء 06 ديسمبر 2017

وانتهت مغامرة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بمقتله على يد الحوثيين “إيران بالمعنى الأدق”، بعد أن اختار التشدد والصراع وتجرأ مع أتباعه على الخروج من البيت العربي، ودار في فلك وإطار المخطط العام للحوثي، واستند على أوهام وتحالف معه، ثم اندلعت شرارة الاختلافات وانتهى به الوضع آخر المطاف إلى القتل وتكرار سيناريو ربما اعتاد العرب على مشاهدته في ظل تكرار المؤامرات التي تدبر.

أعجبني تعليق لمواطن عربي من ليبيا في العربية يقول فيه “لم يتعظ اليمنيون من ليبيا، سيناريو طبق الأصل مما حصل للقذافي، مجموعات من المرتزقة ومن مدمني القات يقتلون رئيسهم السابق ويمثلون بجثته، في ليبيا كانوا يسجدون لطائرات الأميركان والفرنسيين والإنجليز، ويبتهلون لهم بالدعاء وهم يقصفون الشعب الليبي ويغرقونه بالسلاح، وفي اليمن يهللون ويكبرون لإيران التي تعطيهم القات والسلاح ليقتلوا أبناء شعبهم ويدمروا بلادهم، هل يستفيق اليمنيون قبل فوات الأوان ولا ينخدعوا بشعارات الحوثي وخامنئي، أم سيصلوا إلى مرحلة متقدمة كما حصل في ليبيا والعراق، شيء مؤسف عندما لا يتعلم البعض مما حدث بفارق سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة”.

أكثر ما تعاني منه الأمة العربية تجنيد الطاقة العربية لخدمة أهداف العدو أيا كان شكله، تجنيدا شاملا، فقد تفرغت دور نشر عربية ومطابع وأساتذة جامعات ومترجمون لإنجاز المخطط الإيراني في ميدان الثقافة، وتفرغ آخرون تحت وطأة الإغراء المادي الذي لا يزاحم، وتغيرت السيكولوجيا العربية إلى العداء لكل من ينطق بالضاد ويمجد عروبته ويحافظ على تراثنا وتقاليدنا، ورأينا بالعين هذه التناقضات تظهر حينا وتختفي حينا آخر.

متى سيفيق العرب ليعرفوا أن الأعداء يريدون أن تتحول دولنا من المحيط إلى الخليج إلى مسارح عمليات لأساليب الحرب الحديثة، وما أريد قوله من هذا إن الموقف يتلخص في شيء واحد هو أن العالم العربي بحاجة إلى اكتساح رقعة الشطرنج والسير على خط مستقيم، والأهم أن تتحمل “بعض الدول” قسطا غير يسير من المسؤولية، فكفانا كعرب ومسلمين التجارب فادحة الثمن ورحلة العذاب والمهانة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية