+A
A-

أيهما أهم في كتب الأطفال.. النص أم الرسوم ؟

لطالما سألنا أنفسنا كمهتمين وأولياء أمور.. أيهما أهم في كتب الأطفال التي نقتنيها لأبنائنا.. التأليف أو النص الممتاز أم الرسم المبهر؟

كل المؤشرات تفيد أن عالم كتاب الطفل شهد نهضة رسم لا نهضة كتابة، فجميع الكتب التي أمامنا يطغى عليها الرسم على حساب النص حتى انك تشعر أحيانا ان النص موجود كي يبرر الرسوم الجميلة، في حين كان الغرض الأصلي من الرسوم هي ان تساعد النص وتجمله.

وعن العلاقة بين النص والرسوم في كتب الأطفال على المستوى المحلي استطلعت "البلاد" آراء بعض المختصين وهم كاتب الأطفال المعروف إبراهيم سند، ومن دار الصباح السعيد المتخصصة بإصدارات الأطفال أحمد نصيف.     

 

- نادرة هي الكتب الناجحة في التوفيق بين هذين العنصرين

يقول إبراهيم سند: العمل الأدبي المتميز الموجه للأطفال يعتمد بشكل أساسي على التكامل الإبداعي بين النص والرسوم المصاحبة له. إذ لم نقل أن الرسوم التشكيلية تتفوق أحيانا على النص الإبداعي خاصة لدى أطفال السنوات المبكرة من العمر اي فترة ما قبل الدخول إلى المدرسة من 3- 6 سنوات، حيث تتميز الصور المرسومة في كتب الأطفال بالبساطة والوضوح والخلو من التفاصيل الكثيرة ويرتبط فهم الرسوم بعمر الطفل، فكلما نما الطفل وتزايدت خبراته المكتسبة تغيرت نظرته وتذوقه للرسوم الموضوعة له. إن الرسوم التشكيلية باختصار لا تعد بالنسبة للطفل كوسيلة للتصوير، بل هي أداة للتعبير وإثارة الخيال واكتساب المهارات لمعرفة العالم من خلال الصور اللونية. من هنا نستطيع القول إن الصورة لا تقل أهمية عن النص، فالكتاب الناجح بالنسبة للأطفال هو الكتاب القادر على الجمع بين الاثنين، الصورة المعبرة والنص الإبداعي المتميز. هذه المعادلة مهمة جدا لدى التعامل مع الأطفال، خصوصا في إنتاج الكتب المطبوعة.

ويضيف سند "نحن في البحرين على سبيل المثال لدينا عدد كبير من الفنانين الذين أبدعوا في رسوماتهم المخصصة للأطفال ونفتخر بهؤلاء المبدعين الذين أصبحوا يشكلون علامة مهمة وبارزة ليس على الصعيد المحلي فقط بل برزوا على المستويين الخليجي والعربي، وهم كفئة إبداعية أكثر عددا من كتاب الأطفال المعروفين، لكنهم لم يحققوا النجاح الباهر المأمول منهم مقارنة بكتاب النصوص الإبداعية لأكثر من سبب لا داعي للتطرق لها. لكن الذي أريد التأكيد عليه هو أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر الصورة، عصر التفكير البصري، فـ "صورة واحدة تكفيك عن ألف كلمة" كما يقال، لكن هل نجحنا في إنتاج كتب للأطفال تتألق فيها الصورة مع النص الإبداعي؟

نادرة هي الكتب الناجحة في التوفيق بين هذين العنصرين، في حين نرى أن اغلب التجارب قد أصابها الفشل، لأن عملية إنتاج الكتب أصبحت صناعة تتصدى لها مؤسسات ذات إمكانات مادية وفنية وإدارية وبشرية عالية الجودة، هناك رسامون محترفون وكتاب ومخرجون متميزون تستقطبهم هذه المؤسسات لإنتاج الكتب المصورة الناجحة".

واختتم سند حديثه بالقول "الإبداع اليوم لا يعترف إلا بالتخصص والتدريب المستمر ولا مكان يعترف به للنوايا الحسنة، وكتب الأطفال المصورة الناجحة نجحت لأنها استطاعت أن تتفوق على الكتب الرديئة والرسوم الكئيبة والنصوص ضعيفة المحتوى، ولكي نقدم كتابا ناجحا يجب أن نرى بعيون الطفل ونفكر بعقلية الصغار".

 

- الصورة تجذب وتبهر وتختصر الزمن على دور النشر

ويقول أحمد نصيف من دار الصباح السعيد المتخصصة بإصدارات ومنتجات الأطفال: نعيش حاليا مرحلة انتقال جديدة في طريقة عرض قصص الأطفال، حيث يتم الاعتماد الكلي على الصورة الجاذبة لعين الطفل والملامسة لمرآه مع الإيجاز في عدد كلمات النص المكتوب واختصارها مع مراعاة إيصال مضمون ورسالة القصة وهدفها إلى الطفل بعيدا عن النص التقليدي الكلاسيكي المشتت لعقلية الطفل والتي تسبب له الملل والضجر، وهذا الشكل هو الخط الجديد المتبع في كل دول الخليج وفي العالم العربي أيضا.

ويضيف "بعض كتب الأطفال اليوم تكتفي فقط بوضع الصور دون الحاجة إلى أي نوع من النص، فربما نجد كلمة أو كلمتين فقط وبقية الصفحات مزينة بالصور الجاذبة والجميلة للطفل، وفي الوقت نفسه تصل المعلومة إليه بكل يسر سهولة دون أي تعقيد وإرباك، وحتى قصص الأطفال باللغات الأخرى التي نشاهدها في معارض الكتب تسير بنفس هذا الاتجاه، فاليوم هو عصر الصورة وليس النص الكلاسيكي القديم، فالطفل أول ما يجذبه في أي قصة هي الصورة وليس النص، فالصورة تجذب وتبهر وتختصر الزمن على دور النشر والمؤلفين".