+A
A-

بوصلة الشاعر السبع تجمع الملتقيات الثقافية في الشرقية

ربما لو تسنى للشاعر الراحل حسن السبع، حضور أمسية "بوصلة للحب والدهشة"، لأعاد النظر في أبياته "يا صديقي.. ما الذي تقترف الليلة من أحلامك الأولى.. وماذا ستغني لتضاريس البلاد"، حيث أقترف أصدقاء الراحل ما لم يجربوه من قبل، ودارت الرحى شعرا ونثرا وموسيقى وقصائد مغناة ملونة بريشة التشكيليين، إلا أن ما لم يفكر فيه الشاعر أو فكر فيه ولم يره، أو رآه حلما عابرا، أن تجتمع تحت اسمه ملتقيات ثقافية وتقدم له تحية تليق به في مكان واحد.

نظمت جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أمس الخميس ، وبمشاركة الملتقيات الثقافية "ملتقى الفنار، والوعد الثقافي، وديوانية الملتقى الثقافي، ومنتدى الثلاثاء، ومنتدى سيهات الثقافي، وجماعة الفن التشكيلي في القطيف"، احتفاء بتجربة الشاعر الراحل حسن السبع بعنوان "بوصلة للحب والدهشة".

افتتحت الليلة التي قدمها الإعلامي محمد الحمادي، أخرجها المخرج راشد الوثان،  بفيلم وثائقي للمخرج محمد الفرج، استعرض جانباً من مسيرة السبع الأدبية، وأبرز مراحل حياته الشعرية، ومتجولاً بين مكتبته وأرشيفه وصوره الفوتوغرافية، ليقدم بعده الأستاذ الدكتور سعد البازعي شهادة نقدية عن تجربة الصديق وتجربة الشاعر، ويقرأ الشاعرمحمد الماجد والشاعر عبدالوهاب ابو زيد، قصيدتين تكريماً للشاعر، وللمخرج السينمائي محمد سلمان فيديو ارت مزج به الصورة والفيديو والتقنيات الفنية،  ليقدم بعده الفنان عماد محمد أغنية نرفانا من كلمات الراحل وألحان محمد عبدالباقي :

نِرفـانـا

أجملُ لقطةٍ تتخطف الأبصارَ

نِرفانا ..

وأجرأ لحظةٍ في دفـترِ الأعمار

نرفانا ..

أريق العمرَ

كلَّ العمر كي أحظى بطلعتها

فقد أدمنتُ هذا الحسنَ

منذ براءةِ الأظفار

هذا الحسنُ يُدعى

في كتابِ الحبِّ :

أمطارُ الخيالِ

وغابة الأسوارِ .. والأسرار

نرفانا ..

 

وقدمت فرقة جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أغنية الجارية لحن وغناء : الفنان حمد الرشيد، صاحبه عازف الكمان: صالح الكليب، عازف القانون: زياد طارق، عازف الرق: محمد طارق

طفلةٌ غرَّة ٌ حافيهْ

تسكن الوزنَ والقافيهْ

والفيافي التي عاث فيها اليبابْ

نبتتْ في تراب اليمامةِ

قبل المطر ْ

ونمت زهرةً في غدير الظمأ

كحلت عينها ب ( سين ) السرابْ

وارتدت حلة من عراء الظهيرة

ليست ككل الثيابْ

ثم أفضتْ إلى نهر دجلةَ

صارت قطوف المدينة من كفها دانيهْ

كل ما في المدينة طوع يديها

ولكنها لم تزل جاريهْ

 

وقدم 53 عملا فوتوغرافياً تناولت أرشيف وحياة الشاعر وأمسياته المتنوعة داخل وخارج المملكة، كما قدم التشكيليون والخطاطون 29 عملا فنياً وخطياً ، قال عنهم المشرف على المعرض الفنان عبدالعظيم شلي : بين حلكة الألوان وبهجتها ،وتشكل الخطوط وتعبيراتها ،وانسيابات الخطوط العربية ومقاماتها ،يتقاسم التشكيليون والخطاطون صورا مقروءة من عوالم (حسن السبع ) المتخيلة عبر نصوصه الشعرية والروائية ،كل له أسلوبه فيما أبحر من رؤى وانطباعات .

ثمة أعمال ليست ترجمان مباشر وإنما هي مقاربات وجدانية مشتركة بين القلم والريشة ، بل هي اختلاجات فيضية لمشاعر الحب  والعشق ، لون مسكون بدلالة الكلمة وعمق معانيها ، وكلمة تنبض بألوان الحياة المفعمة بالفرح والدهشة ، عبر ستة عشر فنانا يعزفون لحن الوفاء ، احتفاء وتحية من ألق ، وإعجاب وإجلال  لقامة عملاقة وشامخة في دنيا الوطن.

كما تناول المخرج محمد الحلال قصيدة "مرآة بلقيس" كمشهد مسرحي مونودراما قام بتمثيله الفنان حسين يوسف ، وتم توزيع آخر المجلات الثقافية التي قدمت تجربة الشاعر "المجلة العربية" "القافلة"، بالإضافة إلى كتاب "بوصلة للحب والدهشة" ، كتاب "كل الطرق تؤدي إلى المزرعة".

كما كان لزميله الكاتب عبدالرؤوف الغزال كلمة عنه، واختتم الاحتفاء بكلمة العائلة قدمته ابنة أخيه رائدة السبع.