+A
A-

المخرج نور الدين لخماري: السينما المغربية تتميز بالجرأة والتجديد

شاهدت ضمن عروض دبي السينمائي الفيلم المغربي الكبير “بورن آوت” في مهرجان دبي السينمائي المقام حاليا في دبي و يتحدث عن الفوارق الاجتماعية، التي تعيشها مدينة الدارالبيضاء، والكره الذي يتولد بسببها، في رسالة مفادها أن الحب هو القيمة السبيل لتلاشي الطبقية.

وبعد الفيلم كان هناك جلسات صحافية مع مخرج العمل المخرج نور الدين لخماري وكان هذا الحوار الشائق معه عن الفيلم:

المخرج نور الدين لخماري متحدثا لـ

- قدمت الجانب الخاص لمدينة كازابانكا في فيلمك؟

بالضبط حاولت ان اقدم صورة ايجابية عن مدينة الدار البيضاء، حيث ستظهر المدينة مضيئة بعيدا عن السواد. وتتمحور قصة الفيلم ححول حياة اشخاص عاديين سيواجهون مجموعة من الصعوبات، مما سيجبرهم على تقديم تضحيات، خاصة ان الفروقات الاجتماعية والاقتصادية تزيد من مأسيهم,

من خلال الشريط سنتابع مجموعة من الشخصيات: الطفل أيوب البالغ من العمر 13، والذي يشتغل كماسح أحذية، وهمه الأول توفير المال لشراء رجل اصطناعية لوالدته, رجل الاعمال جاد، البالغ من العمر 40 سنة، والذي يكمن همنه الوحيد في التخلص من شبخ والده المتوفي،  زوجته غيبتة، البالغة من العمر 28 سنة، والتي لا تشعر بالسعادة معه, رجل السياسة الفريدي، البالغ من العمر 55 سنة، والذي فقد ابنه في حادثة سير، ويحاول البحث عن الحنان بين احضان عاملة جنس، هي عايدة، البالغة من السن 25 سنة، والتي تشتغل كذلك كممرضة، وتعيش حياة مزدوجة, انها قرسالة تفيد أن الحب هو القيمة الوحيدة لتلاشي هذه الفوارق، وحاولت في الوقت نفسه معالجة العديد من الظواهر الاجتماعية، مثل الاجهاض، والتناقض في القيم، والممارسات الخاطئة عند السياسيين! انا اتعامل مع الدار البيضاء باعتبارها متحفا يختصر ما تحبل به حياتنا من مفارقات

- حدثنا عن فريق العمل والادوار؟

يقدم النجم أنس الباز، دور شاب غني، لم ينفعه المال، الذي ورثه عن أبيه في العيش بسعادة، فأصيب بحالة اكتئاب، فيقرر أن ينفصل عن زوجته وعن عالمه للبحث عن حرية محتملة، السعدية لذيب، في دور ربيعة المرأة الجميلة التي فقدت زوجها وساقها، لكنها لم تفقد الأمل وحب الحياة والناس والقدرة على المواجهة، رغم ما يتميز به واقعها من قسوة شديدة.

سارة بيرلس في دور عايدة، طالبة الطب التي تنتمي لوسط فقير، فتضطر لممارسة الدعارة الراقية مدفوعة من طرف سمية وهي وسيطة في الميدان، وأجادت في تجسيد الدور الممثلة فاطمة الزهراء الجوهري، وفي دور المرأة المثقفة والمتحررة ضد المجتمع المحافظ، لمعت الممثلة مرجانة العلوي، في إعطاء انطباع صادق عن شريحة من النساء المتقدمات عن زمانهن يصارعن القوى الاجتماعية والثقافية القديمة، وتلعب العلوي دور امرأة تستعد لإقامة عرض للفنان التشكيلي الراحل عباس صلادي، في قاعة عرض تمتلكها ولها الاستعداد لركوب كافة التحديات لبلوغ ذلك.

ويلعب الطفل إلياس الجيهاني، دور ماسح أحذية وهو الشخصية التي تلتقي وتتقاطع من خلالها حكاية الفيلم ، وفي الفيلم أيضا نجد محمد الخياري يلعب دورا ممتازا يختلف كليا مع الشخصيات النمطية المستهلكة، التي ظل مسجونا داخلها لعقود، ويؤكد من جديد علو كعبه كممثل كبير جاء من المسرح، ويلعب في الفيلم دور "الروندا" وهو شخصية انتهازية تعتاش من عرق الأطفال الفقراء.. حيث يقوم، بتوزيعهم على عدة مناطق من المدينة، كماسحي أحذية. ويستولي على مكاسبهم طول اليوم قبل أن يعيدهم إلى حيهم الفقير في المساء.

الممثل الكبير دون منازع كريم السعيدي الذي لعب دورا مركبا من أشد أدوار الفيلم صعوبة وتوفق في الإقناع بشخصية "السيد غزالي"، وهو الرجل الثري المتذوق للفن والبائس في نفس الوقت، لا يستطيع أن يحصل على المحبة والاهتمام رغم ثروته، مسجون في بيته الراقي، يعاني من عجزه الجنسي!

- هناك جرأة كبيرة في تقديم الفيلم والقصة والافكار؟

صحيح بسبب إن الموجة الجديدة للسينما المغربية تتميز بالجرأة والتجديد غير أنها يجب أن تلمس الواقع أكثر وأن تحكي قصصا حول ما يمس الناس وواقعهم. وفي نفس الوقت مع هذه الموجة الجديدة، مدعوة لمعالجة مواضيع جديدة لتقديم الإضافة المنتظرة للسينما المغربية، لان هذه السينما ستحقق في السنوات القادمة الكثير من النجاحات لأنها اليوم بصدد صناعة نجوم وأفكار جديدة.