العدد 3345
الإثنين 11 ديسمبر 2017
banner
يواجهون شر أعمالهم
الإثنين 11 ديسمبر 2017

بعد أن تجاوز نظام الملالي كل الحدود والمقاييس المعروفة من حيث ارتكاب الجرائم والمجازر والانتهاكات بحق الشعب الإيراني، وبعد أن أوصله إلى ما دون خط الفقر والمجاعة وأرهق كاهله بقائمة كبيرة جدا من المشاكل والأزمات التي لا تعد ولا تحصى، وبعد أن لم يبق أسلوب أو طريقة في ممارسة مختلف أنواع القمع والتنكيل بهذا الشعب، وبعد أن لم يبق في يد هذا الشعب ما يفقده سوى القيود التي كبلها به هذا النظام الوحشي، فإن الشعب الإيراني وكما يبدو من خلال استمرار واحتدام تحركاته ونشاطاته الاحتجاجية المتصاعدة يوما بعد يوم، حزم أمره بمواجهة هذا النظام والتصدي له حتى حسم الأمر وإنهاء حكمه اللاإنساني.
هذه الاحتجاجات التي لا يمكن أبدا فصلها أو عزلها عن نشاطات وتحركات المقاومة الإيرانية في سائر أرجاء العالم، بل إن هناك علاقة ورابطة جدلية قوية ومحكمة بين الشعب والمقاومة الإيرانية حيث يستمدان القوة والعزم والاستمرارية والتواصل من بعضهما، وهذه الخصلة ترعب النظام الأرعن وتجعله يشعر بالهلع، لاسيما أن هذه الاحتجاجات تطغى عليها شعارات معادية للنظام يتم ترديدها وهي “أي الشعارات” متطابقة تماما للنهج السياسي ـ الفكري الذي تسير عليه المقاومة الإيرانية.

كما أن نظام الملالي القمعي راهن منذ اليوم الأول لمجيئه على مبدأ القوة وسعى ويسعى من أجل أن يحكم الشعب الإيراني بيد من حديد، فإن الشعب والمقاومة في الطرف الآخر للمعادلة صمما على الاستمرار في التحركات والنشاطات الاحتجاجية التي صارت تلفت الأنظار إليها بقوة وتعطي انطباعا للعالم بأن إيران باتت تسير صوب مفترق حساس حيث سيحسم فيه ليس أمر هذا النظام إنما نهايته.
الأوضاع السلبية المتفاقمة على مختلف الأصعدة وفشل نظام الملالي في التصدي لمعالجة مشاكله وأزماته الحادة واشتداد نقمة وغضب الشعب الإيراني ضده، أمور لم تعد تسمح لهذا النظام بالاستمرار في مناوراته وحيله المخادعة والتمويهية، بل وصل مسؤولوه الى المحطة التي يجب فيها أن يدفعوا ثمن شر أعمالهم رغما عنهم خصوصا قضية مجزرة صيف 1988، التي أعدم فيها هذا النظام أكثر من 30 ألف سجين سياسي لمجرد كونهم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق أو من أنصارها، حيث من المؤمل أن يشهد العام القادم فتح هذا الملف الذي قد يكون بمثابة الشعلة التي ستحرق النظام كله. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .