نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 5 ديسمبر محاضرة بعنوان "حقائق مغيبة عن حضارة دلمون " للدكتور حسن جاسم أشكناني المتخصص بالأنثر بيولوجيا وعلم الآثار والعضو هيئة التدريس بجامعة الكويت وأدار الحوار الدكتور محمد حميد السلمان.

ووضح الدكتور أشكناني أن بداياته البحثية كانت في جزيرة "فيلكا" حيث امتدت الحضارة والآثار الدلمونية مابين مملكة البحرين والمنطقة الشرقية وجزيرة "فيلكا" منذ القدم وبين بأن مفهوم الحضارة ارتبط باللغة اللاتينية في العصور الحديثة وهو تعريف يرتبط بنمط الحياة وقيم وسلوك ومؤسسات المدينة وما يقابله في المفهوم الأوروبي ارتبط مفهوم الحضارة بتطور المدينة في أوروبا وأشار أن مفهوم الحضارة متغير بتغير مراحل تطور المدن وفي ما يخص الدول العربية أشار الدكتور أشكناني أن العرب ربطت الحضارة بمرحلة المدينة والهجرة.

وأضاف الدكتور أشكناني أن أصول مفهوم الحضارة  أختلف مابين المؤرخين فالبعض ربطه بالتطور العسكري والبعض الآخر ربطه بالهوية التوسعية والفن واللباقة الاجتماعية والعلوم أو الحداثة. كما بين الدكتور أشكناني في خضم حديثه مدى شمولية الثقافة مقارنة بمفهوم الحضارة فهي لا ترتبط بفترة زمنية معينه فهي كل ما يكتسبه الفرد من داخل المجتمع من حضارة وثقافة وفن ومهارة ولباقة وهي مستمرة مادام الإنسان موجود ومستمر وعرض الدكتور عدد من الصور للاكتشافات الخاصة بالعصور والثقافات القديمة وأكد أن اكتشاف الكتابة هو أبرز ما يميز ويفرق بين الثقافة ومفهوم الحضارة.

في الختام أشار الدكتور أشكناني أن كثير من المفاتيح الدالة على تميز دلمون كحضارة مثل النظام التجاري وصناعة الفخاريات صناعة المعابد و الفنون صناعة الاختام والنظام الديني المعقد وأضاف أن من أهم المفاهيم الغائبة عن الدراسات الحالية هو مفهوم الحضارة المنتجة المصدرة للحضارات الأخرى وتميزت دلمون بذلك من الفين ومائتين قبل الميلاد فقد كانت تلعب دور وسيط تجاري ضخم بين العديد من المناطق وكانت من الحضارات المكتفية ذاتيا.