العدد 3347
الأربعاء 13 ديسمبر 2017
banner
“الدراما” في تلفزيون البحرين... جريمة من قاع التاريخ
الأربعاء 13 ديسمبر 2017

الرغبة في التغيير لابد أن يكون لها رد فعل يؤدي إلى شيء من التغيير، وتلفزيون البحرين أصدر أصواتا مختلفة في المقامات والإيقاعات عن التغيير والتطوير، وربما نجح في ذلك وبداية نشيد الفرح “كما يتصور الإخوة المسؤولون” في التلفزيون كان مع عدد من البرامج السياسية والثقافية والرياضية، وبقيت الأبواب مفتوحة لمن يريد الدخول أو الخروج باستثناء “الدراما” التي لا تسير على خطة واضحة في التلفزيون، ولا توجد قيمة ثقافية لها أو تفاعل ثقافي واجتماعي، وكأنها جريمة من قاع التاريخ! قبل أيام استضاف برنامج “الرأي” المخرج الكبير أحمد يعقوب المقلة، والكاتب الرائع راشد الجودر، ولكن المشكلة الأكبر في هذا البرنامج أو الفقرة التي أعدها وقدمها الصديق الفنان خالد الرويعي غياب التفسير والشروح من الجهة المعنية أي تلفزيون البحرين، فالبرنامج تحدث عن هموم الدراما البحرينية وتناول الضيفين بالبحث الصابر الدؤوب كل الفجوات وما بين السطور والحالة المؤلمة التي وصلت إليها الدراما البحرينية وانعدام تربتها الصالحة بحيث لا تجد من يغذيها... لا نهر أو نبع. تحدثوا في كل شيء وبالتفصيل ولكن المفاجأة المبهرة أنه لم يكن هناك مسؤول من التلفزيون يبين للمشاهد البحريني والخليجي والعربي لماذا لم تعد الأعمال البحرينية الجميلة التي تجذب الأنظار إليها  تتدفق وتمنح الحياة كما تمنح بقية البرامج؟ كانت الفقرة عبارة عن استفتاء دون إجابات!

للدراما ميزة عظيمة في حياة الناس ولها قوة تأثيرية لا يمكن أن تصل إليها مختلف البرامج مهما صرف عليها من الميزانية، واستطاعت الدراما البحرينية بصدقها ووضوحها أن تكتسح دول الخليج وأصوات انفجارها دوت في أرجاء العالم العربي وتسابقت الفضائيات في عرضها وتكرارها مرارا، عرفتهم بمفردات لغتنا ولهجتنا وهويتنا وجميع جوانب حياتنا وأثارت العديد من القضايا ووصلت بقوة إلى المشاهد العربي. الدراما ثروة أدبية تحت يدنا ومن غير المعقول أن نتحدث عن ميزانية ورأس مال، وكأننا نعيش أزمة اقتصادية كبرى ونبحث عن الذي يصحح مسار التاريخ لنا. اهتموا يا إخواني بالدراما ولا تلقوا اللوم على القدر والميزانية وتأكدوا أن مردودها معين لا ينضب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .