العدد 3347
الأربعاء 13 ديسمبر 2017
banner
وبعد، ماذا نحن فاعلون؟ (1)
الأربعاء 13 ديسمبر 2017

أقدم الرئيس دونالد ترامب على الخطوة التي تأخرت منذ عام 1995، إثر إصدار الكونجرس قراره الشهير بضرورة نقل سفارة بلدهم من تل أبيب إلى القدس بما يعني الاعتراف بها عاصمة لدولة إسرائيل، والتي وصفها هو في خطابه بأنها «تأخرت جداً» وأنها تعكس «واقعاً ملموسا على الأرض».. أقدم علي الخطوة وهو يعلم أن قراره متعارض مع قرارات منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1948 إلى اليوم، ويتنافى مع مفهوم وبنود القانون الدولي واتفاقية جنيف التي لا تسمح للدولة المحتلة بأي تغيير جغرافي أو سكاني أو تاريخي أو حتى اجتماعي لطبيعة الأرض التي تحتلها.

قبل خطابه يوم الأربعاء السادس من الشهر الحالي، سمعت واشنطن تحذيرات من قيادات عربية وإسلامية وأوروبية لها وزنها، ووُجهت إليها نصائح بتأجيل هذا الاعتراف إلى ما بعد التوصل إلى جدول وآلية تحقيق السلام بين الطرفين الفلسطيني - الإسرائيلي لأن قضية القدس سوف تكون بكل المقاييس في مقدمة أية مفاوضات ستجري بين الطرفين.

وبعد الخطاب.. تابع العالم موجات وبيانات الرفض والتنديد والشجب والاستنكار وقرأ على وسائل التواصل الاجتماعي الأوصاف والنعوت التي قيلت في حق ترامب من منطلق أنه «جاهل وأفاق» مرة، وأنه «لا يعرف ألف باء السياسة الخارجية الأميركية» مرة، وأنه «يصفي مشاكله الداخلية على حساب علاقات بلاده الخارجية» مرات.

وكشف العديد من المحللين أنه يحيط نفسه بمجموعة من المستشارين اليهود الذين يزينون اتخاذ قرارات لمصلحة إسرائيل على حساب مصالح أميركا في العالمين العربي والإسلامي وعلى مستوى الحلفاء والأصدقاء خصوصا في أوروبا.  وشاهد المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والمصادمات الدموية بين أبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية وقوى الاستعمار الصهيوني العنصري غير الإنسانية المعادية لحقوق الإنسان، وأرهف أذنيه للخطب الحماسية من جانب الطرف الفلسطيني شجباً للقرار وتهديداً بما سينجم عنه من أضرار ستلحق حتماً بالمصالح الأميركية هنا وهناك.. واستمع بتركيز إلى الكلمات القليلة التي تقطر سماً التي رحب بها نتنياهو بالقرار.. وتعرف على البيانات والقرارات الختامية للمؤتمرات العربية والإسلامية التي عقدت بهذا الخصوص. وهو الآن يتساءل معنا.. وماذا بعد؟. «إيلاف».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .