العدد 3347
الأربعاء 13 ديسمبر 2017
banner
بين الفستان وفوهة البندقية
الأربعاء 13 ديسمبر 2017

يحكى أنه وبعد سقوط العاصمة الفرنسية “باريس” على أيدي القوات النازية العام 1940، زار أدولف هتلر قبر القائد الفرنسي نابليون بو نابرت، وانحنى أمامه بكل احترام وإجلال قائلاً: عزيزي نابليون، سامحني لأنني هزمت بلدك، لكن يجب أن تعرف بأن شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء، بينما كان شعبي مشغولاً بقياس فوهات المدافع، والبنادق.

وينطبق هذا القول اليوم على الحال الذي آلت إليه الأمة العربية، من تفتت، وصدام، وفقر، وغياب عن الواقع، والوعي، والذي أوجد جيلا مشوهًا، غارقًا حتى أذنيه بالمسلسلات، والأفلام، والأغاني الهابطة، وبرامج الحياة الفارغة، ودفع بالذائقة العامة لتصل إلى القعر، ومعها الثقافة، والحس بالمسؤولية الاجتماعية، والوطنية أيضاً.

وتعيدنا هذه الصورة القاتمة إلى المسؤولية المنتظرة من وسائل الإعلام، ووزاراتها، ومن هيئات الثقافة، والجهات التعليمية، وتكتلات التجار، و(سيستم) الدولة نفسه، عبر إحداث ثورة عربية ثقافية وفكرية واسعة قادرة على إيجاد المناخ الصحي والملائم؛ لإخراج أجيال قادرة على أن تنهض بمسؤولياتها تجاه أوطانها، وأسرها، بل وأنفسها.

واستذكرني هذا الحال المتلاطم، إعلان الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) القدس عاصمة إسرائيلية أبدية، وهو قرار جاء بأفضل وقت يمكن أن يقتنصه اليهود والأميركان، وأمتنا تعاني بعثرة إنسانية وسياسية واجتماعية غير مسبوقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .