+A
A-

حوار مع متداول بيتكوين.. هكذا أبيع وأشتري وحققت المكاسب

قبل سنوات لم يكن يحلم كارم بهذه المكاسب، فقد كانت دولارات قليلة، تكفي لشراء بيتكوين واحد أو اثنين، ولكن يقف خلف هذه الدولارات رغبة جامحة في تحقيق ثروة.

كارم الذي يعيش في إحدى المدن الخليجية، ولديه طفلان، رفض نشر اسمه كاملا، وقال إن الأمر في البداية لم يكن إلا محض دردشات عابرة مع بعض أصدقائي.

"كنت أسهر مع رفاقي لمتابعة التداولات، ولم أكن أتخيل أن تتحول الدولارات القليلة إلى عشرات الآلاف، وربما المئات، كانت مغامرة حقيقية، فربما تضيع كل الأموال، وأعود بخفي حنين، وكنت أقول لنفسي وما البديل إذاً، فهي لا تكاد تكفي للدخول في استثمار مربح، أو فتح مشروع، مع ارتفاع أسعار الإيجارات في دبي".

يقول كارم، ما لبثت أن أحقق مكاسب حتى جاء عام 2014، حيث حدث ما لم أكن أتوقعه.

"كنت أتداول لشراء وبيع البيتكوين عبر أحد المواقع الإلكترونية المعروفة آنذاك وهي Mt. Gox ، وكان سعر بيتكوين قد ارتفع إلى مستوى 400 أو 500 دولار، وفجأة ومن دون سابق إنذار أغلق الموقع، لتتبخر معه الأموال وحلم الثراء وكل الأحلام التي بنيتها خلال سنوات".

بعد إغلاق الموقع وخسارة أموالي لم ألبس أن تعافيت من هذه الأزمة وتمالكت نفسي، فأنا وإن خسرت الأموال إلا أنني لم أفقد الإرادة ولا المعرفة والخبرة التي اكتسبتها، وبدأت في توفير بعض الأموال التي مكنتني من العودة للسوق من جديد.

علمتني هذه الأزمة أنه وكما المكسب من الممكن أن يكون في لحظات، وبعدة أضعاف، فإنه وبنفس القدر أيضا الخسارة واردة في أي وقت، ولكل الأموال، وبدأت في الاستفادة من أخطائي السابقة، وبحثت عن أحد المواقع الموثوقة، فقد استغرق البحث بعض الوقت من التفتيش والتنقيب والسؤال عن موقع تداول يتسم بالمصداقية حتى وجدته في النهاية وللآن أنا أستخدمه في كافة عملياتي.

كما تعلمت – بحسب كارم - أيضا وبعد سنوات من تداول بيتكوين أن لا أضع كل أموالي في سلة واحدة أو عملة واحدة، فالتنويع مبدأ اقتصادي مهم جدا، والآن أقوم بالاستثمار في عدد من العملات الرقمية الأخرى، وذلك بهدف توقع المكاسب وكذلك الأخطار.

وعن الطريقة أو الخطوات التي يمكن أن يبدأ متداول بيتكوين أو العملات الرقمية الأخرى قال كارم أول شيء لا بد من وجود أموال بغض النظر عن مقدارها، وأن يكون لديه حساب في أحد المواقع التي تقوم ببيع بيتكوين، وهي موجودة ومتوفرة، إلا أنه يجب أن يتأكد من أن هذه المواقع لها مصداقيتها وسمعتها الجيدة.

الخطوة الثانية أن يقوم بإنشاء حساب على أحد المواقع التي تسمح بتداول العملات الرقمية، وأن يكون هذا الموقع موثوقاً به ويوفر أكبر عدد من العملات.

وحول العمولة التي تتقاضاها المواقع أو بورصات التداول قال كارم إنها تصل إلى 0.5%، من قيمة الصفقة التي تقوم بها.

ويرى كارم أنه بإمكان أي متداول أن يشتري كميات بسيطة من كل بيتكون حيث تصل وحدات كل بيتكوين إلى 100 مليون ساتوشي.

ولا يُمنح المتعامل في بيتكوين وغيرها من العملات الرقمية أية هوامش مالية من مواقع التداول علاوة على الأموال التي يستثمرها على عكس مواقع الفوركس.

وحققت عملة بيتكوين مكاسب بنسبة 1600% منذ مطلع العام الحالي حسي تداولت اليوم الأربعاء عند مستوى 16400 دولار.

كارم الذي لم يفصح عن حجم مكاسبه ولا عدد البيتكوين التي نجح في الاحتفاظ بها حتى كسرت حاجز الـ15 ألف دولار، يرى أن التصحيح أمر واقعي ومطلوب حتى تواصل بيتكوين الصعود من جديد.

إلا أنه لا يعرف تحديدا وفي أي وقت من الممكن أن يتم هذا التصحيح أو هبوط سعر العملة من جديد، إلا أنه قال وفي النهاية هي توقعات وقد يحدث ذلك بعد احتفالات رأس السنة، لنرى فلربما تصدق التوقعات!

وينصح كارم المتداولين في العملات الرقمية قائلا "أي نقود تقوم بتخصيصها للتجارة في العملات الرقمية من المتوقع أن تخسرها بالكامل، وحينها يجب أن لا تحزن عليها، ويجب أن لا تكون نقودا مخصصة للسكن أو للسيارة أو مصروفات المنزل، وهذه هي الأساسيات، ومن الممكن تخصيص جزء من الأموال التي يمكن أن تنفقها في أشياء هامشية ولا تؤثر على موقفك المالي كثيراً".