+A
A-

المخرجة هيفاء المنصور ونواة السينما في السعودية!

قدمت المخرجة السعودية هيفاء المنصور فيلمها Mary Shelley الذي صورته في إيرلندا بمشاركة نخبة من نجوم هوليود من بينهم الممثلة إيلي فاننغ إلى جانب الممثلة مايسي ويليامز والممثل ستيفن ديلان اللذين شاركا في المسلسل الأميركي الشهير "لعبة العروش".

ويتناول الفيلم السيرة الذاتية للروائية الشهيرة ماري شيلي مؤلفة رواية " فرانكشتاين " التي تقوم بدورها إيلي فإنينغ. نشأت ابنة لشاعر وكاتب بريطاني محدود الدخل اسمه ويليام غودوِن (ستيفن ديلان)، التقت ذات مرّة بشاب اسمه بيرسي شيلي (دوغلاس بوث)، ووقعت في حبه. لكنّ بيرسي كان متزوّجاً وهي رضت بأن تهرب من بيتها وأن يهرب هو من زيجته، متوهمة أنّه إنسان صادق أو يمكن للحب أن يجعله صادقاً. لكنّها ستصطدم بعقبة كبيرة أخرى عندما يبدأ بمغازلة شقيقتها (بَـل باولي). هذا في الوقت الذي أصبحت ماري حاملاً، ووصولاً إلى قرارها بأنّها تحمّـلت أكثر مما تستطيع، وأن عليها الآن أن تعتمد على نفسها وتعلن استقلالها. وتعتبر من أهم الشخصيات النسوية في الأدب الإنجليزي،

عنه تقول: “ دعني اخبرك الولا عن الصعوبات التي واجهتني في تقديمه بسبب التمويل المشترك الذي يتطلب التصوير في البلدان الممولة، وعليه صورنا مشاهد الطبيعة الخارجية في إيرلندا، بينما بنينا استوديو أشبه بالمدينة في لوكسمبورغ، وكانت تجربتي مع الفيلم ممتعة وجميلة جداً. واستغرق إنجازه ما يقارب من عام ونصف.

وأعلن مهرجان دبي السينمائي عن فوز هيفاء بجائزة "آي دبليو سي للمخرجين" وذلك خلال الدورة ال14 من المهرجان السينمائي الذي يقام حاليا بدولة الإمارات. وقدمت الممثلة الشهيرة، كيت بلانشيت، الحائزة على جائزة أوسكار من قبل الجائزة إلى المنصور في حفل أقيم لتوزيع الجائزة في دورتها السادسة ضمن فاعليات مهرجان دبي السينمائي، وهي جائزة عبارة عن منحة مالية قدرها 100 ألف دولار وساعة "دافنشي أتوماتيك". فيلم Miss Camed أو ملكة جمال الأبل يعد أول تجاربها في صناعة الأنيميشن. و يروي الفيلم قصة ناقة سعودية تطمح للفوز بلقب ملكة جمال النوق، لكنها تواجه معضلة مستحيلة تتمثل في كونها ناقة سباق.

وفي سؤال عن بقرار وزارة الثقافة بالموافقة على اصدار تراخيص دور للسينما في السعودية قالت لنا: “ بالطبع سعيدة بالقرار الذي حلمنا به منذ الصغر، لان بلادنا لم تعد كما كانت عليه من قبل ولم يعد الجميع محافظون فقد أصبح المجال الآن مفتوحاً وأصبح السعوديون أكثر تسامحاً وتقبلاً ، تميل المجتمعات المحافظة إلى الانغلاق عندما تشعر أن قيمها مهددة. لذلك علينا إيجاد مساحة تشعر معها هذه المجتمعات أنها جزء من العالم لا خارجه

” وقالت المنصور في تغريدة عبر حسابها بتويتر، ما اجمل الحياة فخر وسعادة بالوطن لا توصف، ان شاء الله ترقبوا افلامنا السعودية على ارضنا أخيرا. يوم تاريخي وكل التهاني للسينمائيين السعوديين”.

وتعد المنصور اول مخرجة سينمائية سعودية ومذيعة ناجحة تمرست بالفن والثقافة، وكانت مجلة (Variety) قد اختارت المنصور في العام 2012 بصفتها واحدة من اكثر النساء تأثيرا في العالم، اللواتي أبهرن مجالات أعمالهن من خلال التفكير بطريقة ابداعية.

وعن ولعها بالسينما منذ الصغر قالت: “شاهدت الكثير من الأفلام في صغري مع العائلة؛ أفلام بروس لي، وأفلام هندية ومصرية وأمريكية. كانت السينما والتلفزيون بالنسبة لنا متنفسا للخروج من هذا المكان الصغير ورؤية ما يحدث في الدنيا. لذلك فإن حبّي للسينما والأفلام كبير جدا منذ طفولتي.

وعندما كبرت ودخلت سوق العمل، أدركت أن الأوضاع صعبة أحيانا بالنسبة للمرأة السعودية التي تشعر بأنها غير مسموعة. انتابني إحساس عميق بأن صوتي مفقود. وبحثت في أعماقي وفي حياتي عمّا يسعدني، وكانت السينما أكثر شيء أسعدني، فأنجزت فيلما قصير وترشّحت لمسابقة أفلام في أبو ظبي بالإمارات العربية. فتم استدعائي بمناسبة عرض الفيلم، وأول ما دخلت قالوا لي "أنت أول امرأة من السعودية تنجزين أفلاما! أنت أول سينمائية سعودية! أول مخرجة سعودية!".

هي من مواليد 10 أغسطس 1974 بالمملكة العربية السعودية. ابنة الشاعر والمفكر السعودي عبد الرحمن محمد منصور. تابعت تعليمها في المدارس الحكومية السعودية إلى مرحلة الثانوية، ثم انتقلت إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث حصلت على باكالوريوس في الأدب الإنجليزي المقارن.

عادت إلى السعودية حيث عملت لمدة ثمان سنوات، وأنجزت ثلاثة أفلام قصيرة "من؟"، "الرحيل المر"، و"أنا والآخر". ثم التقت بزوجها الدبلوماسي الأمريكي الذي تعرفت عليه خلال عرض فيلمها الوثائقي الأول "نساء بلا ظل" الذي حصل على جائزة الخنجر الذهبي بسلطنة عمان وعلى إشادة دولية.

المخرجة السعودية والدبلوماسي الأمريكي أحبا بعضهما وتزوجا ثم أقاما في المملكة فترة بسيطة قبل أن ينتقلا إلى أستراليا حيث عين الزوج. وفي جامعة سيدني، حصلت هيفاء المنصور على ماجستير في الإخراج السينمائي والنقد، ثم ذهبا إلى واشنطن دي سي وبعدها إلى البحرين حيث يقيمان مع ابنهما وابنتهما.