+A
A-

ألعاب زمان.. متعة غاصت في جوف الذكريات!

ألعاب الأطفال موجودة منذ القدم، فقد وجد بعض الدمى في قبور الفراعنة وفي مقابر في اثينا وروما، وقد لعبت هذه الألعاب دورا كبيرا في التثقيف والتعليم والتسلية والمتعة لجميع الأطفال دون استثناء، وكانت دوما من انجح المنتجات ولازالت تحتكر زوايا المواقع الصحيحة في المحلات التي نرتادها يوميا بدءا من " الدكان" إلى " الهايبرماركت" وحتى " الخباز".

وانا على يقين ان الخوض في هذا الموضوع شاق وطويل وممتع ولكني سأتحدث عن ألعاب الستينات والسبعينات وأوائل الثمانينات والمعروفة شعبيا بـ " البروي "وماذا كانت تمثل لنا تلك الألعاب وشخصياتها وأزيائها، لا أتحدث عن الألعاب الشعبية المتعارف عليها مثل "الدوامة" و"الدحروي" و"السكينة" وإلخ، ولكني اعني المنتجات الصغيرة المصنوعة من البلاستيك او المعدن التي تباع بمبلغ زهيد مثل "المسدس بو ليت اللي يطلع شرار" " النفاخات ام أرقام" "النبلة" "البرشوت" "تلفزيون او عكس مكة" "السيارة الحديد" "لحصان لبيض" "حديقة الحيوان" "الصواووه" وغيرها الكثير من العاب زمان، حيث لم نتعرف على شيء اسمه " بليستيشن" او " اتاري" او اي لعبة الكترونية، ومعظم الألعاب كنا نشتريها من "الدكان" الموجود في الفريج، أما الألعاب ذات الثمن الأغلى والكبيرة نوع ما فكنا نشتريها من سوق المنامة او المحرق.

لاشك ان عالم ألعاب الأطفال تطور بشكل كبير وخيالي وبعض الألعاب وصل سعرها هذه الأيام إلى مبالغ طائلة، وطفل هذا الزمن ضاعف سرعته في النباهة الى حدود كبيرة وفتحت أفاقا واسعة أمامه وزادت من قدرة العقل الخلاقة بفضل الألعاب والدمى التي بين يديه في عصرنا الحاضر، لا يفعل كما نفعل نحن ..نحسب ونقيس فقط ومن ثم نستمع الى حكايات الجدة وننام، وإنما أصبح في مقدوره خلق نظرية علمية من العاب هذا الوقت.

ولكن حتما هناك أشياء كثيرة يفتقدها أبناء هذا الجيل الذي سيتوقف عاجزا عن فهم حقيقة متعتنا وتعلقنا بتلك الألعاب البسيطة التي لا تعنى له أي شيء، ولكن بالنسبة لنا تعنى حياة وهوية وجو من العطف والحنان وعناية خاصة من زمان ولى وغاص في جوف الذكريات!