+A
A-

ختام مهرجان دبي السينمائي الدولي بعد ايام من السينما والنجوم

بحضور كوكبة من النجوم المتلألئة في سماء صناعة السينما العالمية، أُسدل الستار على فعاليات الدورة الرابعة عشرة لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي» بعد ثمانية أيام حافلة بالسحر السينمائي، جذبت أنظار العالم إلى مدينة دبي خلال الفترة من 6-13 ديسمبر، بعروض بلغت 140 فيلماً لأشهر المخرجين العالميين والمواهب الإقليمية. وتضمن المهرجان فعاليات السجادة الحمراء لمشاهير السينما العالمية والإقليمية، كما حازت الجلسات النقاشية والندوات على اهتمام الجميع، لتصبح هذه الدورة الاستثنائية تجربة لا تنسى.

وأكّد عبد الحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: بأنّ "هذه الدورة فتحت آفاقاً جديدة ملهمة وسجّلت بزوغ مواهب ناشئة، كما حقّقت تلاقيَ مجتمعات وثقافات اجتمعت كُلَّهَا تحت خيمة السينما"، وأضاف بأن "مجموعة الأفلام وفرصة مشاهدة أفضل إنتاجات السينما، المحلية والإقليمية والعالمية، أسهمت، مرّة أخرى، في إثراء الجمهور، ونفخر بإحياء كل هذه الروعة كل عام".

وبلغ المهرجان أوج بهائه بحفل ختامي مميّز وأمسية ساحرة، مع العرض العالمي الأوّل المُترقّب لفيلم «حرب النجوم: الجيداي الأخير»، في مدينة جميرا، حضره عددٌ كبيرٌ من الجمهور. وتواصل حماس الأمسية الختامية للمهرجان، حيث انتقل سحر الشاشة الفضية إلى السجادة الحمراء، بمشاركة نجوم الفيلم والشخصيات المحبوبة الذي انضموا إلى النجوم المحلية والعربية والعالمية، فيما ارتدت الجماهير المتحمسة ملابس شخصياتهم المفضلة لفيلم «حرب النجوم»، ما أضفى مزيداً من الإثارة على أحداث الليلة.

فيلم «حرب النجوم: الجيداي الأخير» من كتابة وإخراج «رايان جونسون»، وبطولة عددٍ من النجوم المخضرمين ومجموعة من الممثلين الصاعدين مثل «مارك هاميل»، و«آدم درايفر»، و«ديزي ريدلي»، و«جون بوييغا»، و«أوسكار آيزاك»، و«لوبيتا نيوغو»، و«إندي سيركس»، «دومنال غليسون»، و«أنتون دانيلز»، و«غويندولين كريستي»، «كيلي ماري تران»، و«لورا ديرن»، و«بينيسيو دل تورو»، بالإضافة إلى النجمة المخضرمة «كيري فيشر»، في دورها الأخير.

بدورها، قالت شيفاني پانديا، المدير الإداري لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: "انضمت دورة هذا العام من المهرجان إلى سلسلة النجاحات التي حققناها خلال السنوات الماضية. ويسعدنا بشكل خاص مواصلة التزامنا بتسليط الأضواء على صنّاع السينما العرب وإتاحة المجال لصناع الأفلام المحليين لعرض أعمالهم دولياً بالإضافة إلى لقاء أفضل صناع السينما العالميين من خلال سوق دبي للأفلام والتعلُّم منهم. وقد ركز برنامج «أفضل ما يقدمه البريطانيون»، على تقوية جسور العلاقات بين بريطانيا ومنطقة الشرق الأوسط بدعم من مؤسسة بافتا، «معهد الفيلم البريطاني» و«المجلس الثقافي البريطاني». ولم يقتصر ذلك الجهد على إبراز هدفنا المتمثل في عرض السينما الإقليمية للجمهور العالمي فحسب، بل سمح أيضاً للسينمائيين الصاعدين بالحصول على المعرفة القيّمة من خبراء الصناعة"، وختمت پانديا قولها "نحن سعداء لاستضافة هذا البرنامج التعاوني لعام 2017، ونتطلع إلى استمرار الحوار المشترك عبر الثقافات في الدورات المقبلة".

وخلال اليوم الختامي كشف «مهرجان دبي السينمائي الدولي» عن أسماء الفائزين بجوائز «المهر» في حفل ضخم أقيم في مسرح مدينة جميرا، حيث حازت مجموعة واسعة من الأفلام المستحقة على الجائزة المرموقة التي قدّمها سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم. وفاز عبدالله الجنيبي  ضمن مسابقة «المهر الإماراتي» بجائزة «أفضل مخرج» عن فيلمه كيمره، فيما فازت بجائزة «أفضل فيلم إماراتي طويل» المخرجة نجوم الغانم عن فيلمها أدوات حادة، وحصل هناء الشاطري وياسر النيادي عن فيلمها هروب، على جائزة «أفضل فيلم إماراتي قصير»، وضمن مسابقة «المهر القصير» فاز بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم زيارة الرئيس، للمخرج سيريل عريس، وبجائزة «أفضل فيلم قصير» فيلم رجل يغرق  للمخرج مهدي فليفل، وحصل على جائزة «المهر الخليجي القصير» فيلم أرض الآباء، للمخرج علاوي سليم،  وفاز بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم سبيّة للمخرج ضياء جودة.

وفي مسابقة «المهر الطويل» حصل المخرج لوسيان بورجيلي على جائزة «لجنة التحكيم» عن فيلم غداء العيد، وفاز بجائزة «أفضل فيلم غير روائي» فيلم طعم الإسمنت، للمخرج زياد كلثوم. وفازت منحة البطراوي على جائزة أفضل ممثلة في فيلم زهرة الصبار، وعلى جائزة «أفضل فيلم روائي» فيلم واجب، للمخرجة آن ماري جاسر، كما وفاز بطلا الفيلم، محمد بكري وابنه صالح بكري على جائزة أفضل ممثل. وفازت صوفيا جامه بجائزة «أفضل مخرج» عن فيلمها السعداء.

وقال جون-كلود باستوس دي موريس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الاستثمارات الأفريقية كوانتم جلوبال جروب: "لطالما كنت ملتزما بدعم الشبيبة وريادة الأعمال والابتكار والتوجه الثقافي في جميع الأسواق التي عملت فيها، ومع سعينا لإرساء حضورنا في دبي فإنه من البديهي أن أستثمر في مجال الأفلام وخاصة صناعة الأفلام العربية والإماراتية المحلية من خلال مسابقة المهر. وتعتبر الأفلام أداة قوية للتبادل والتعبير الثقافي والحضاري، لذا أرى من المثير للاهتمام أن نشهد نمو اً ملحوظا في قطاع صناعة الأفلام المحلية في العالم العربي وأفريقيا مثل نوليوود على سبيل المثال. وأعتقد أن ثقافة نشيطة لصناعة الأفلام تعتبر علامة مجمع صحي وتقدمي حيث يمكن للأشخاص اليافعين والجريئين والمبدعين أخذ موقعهم في المجتمع ولعب دور في رسم ملامح المستقبل.”

وقال مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: "نمت مسابقة المهر مع المهرجان، ومنذ تأسيسها شهدت التطور المستمر في تنوع وقوة المواهب من مختلف أنحاء المنطقة. وبالتأكيد أٌرهقت لجنة التحكيم لاختيار الفائزين بجوائز المهر نظراً للمستوى المرتفع للأفلام المشاركة هذا العام. وأود أن أتوجه بخالص التهنئة إلى الفائزين الذين استحقوا الفوز عن جدارة وقدموا مشاريعَ جريئة وقصصاً رائعة وعرضوا وجهات النظر من شتى أنحاء المنطقة، وساهمت رؤيتهم المبدعة في إثراء الجمهور. نحن متحمسون لرؤية نجاحاتهم مستقبلاً، وسنرحّب بهم مرة أخرى في الدورات المقبلة للمهرجان".

والتزاماً بتعزيز نمو صناعة السينما المحلية والدولية، وزع مهرجان دبي السينمائي الدولي عدداً من الجوائز لمجموعة مختارة من المبدعين تقديراً لجهودهم الاستثنائية في دعم المهرجان. وحصل سانجي شانكار،  من جامعة ميديلسيكس في دبي، على جائزة الصحفي الشاب عن اجتهاده في إعداد الأخبار من أرض المهرجان، وذلك بدعم من الصحيفة الرائدة في المنطقة «غلف نيوز»"، واحتفاءً بالأعمال التي تتصدى للقضايا الاجتماعية الرئيسية والوعي، واصل «مهرجان دبي السينمائي الدولي» شراكته مع وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم صانعي الأفلام العرب، من خلال «جائزة وزارة الداخلية للسينما» والتي فازت بها راوية عبدالله عن مشروعها خط تماس بجائزة مالية قدرها 100 ألف دولار أمريكي.

فيما فاز سايمون كورتيس بجائزة خيار الجمهور، وقدمها له بنك الإمارات دبي الوطني عن فيلم وداعاً كريستوفر روبن، بناء على رأي جمهور "مهرجان دبي السينمائي" المتنوع. أما بالنسبة إلى جائزة استوديو الفيلم العربي لكتابة السيناريو، فازت بها ساجدة المعلمي عن عطلة غير عادية.

وحقق مهرجان دبي السينمائي الدولي نمواً باهراً منذ انطلاقته في العام 2004، حيث أضحى منصة مميزة للفنانين الموهوبين من المنطقة لعرض أعمالهم من خلالها. وانبثقت من هذا الإطار«سوق دبي السينمائي» لتوفير التمويل لمرحلتي الإنتاج وما بعد الإنتاج، ودعم المخرجين الناشئين في المنطقة، وغيرها من المبادرات.