العدد 3354
الأربعاء 20 ديسمبر 2017
banner
ما هو مصيرنا بعد؟
الأربعاء 20 ديسمبر 2017

بعد أن مرت احتفالاتنا الوطنية وانفض السامر، وعقب مشاركة الجميع بمحبة ووطنية في فعاليات هذا الشهر وهو ديسمبر الموعود دائماً بأفراح الوطن، بعد أن أوشك المهرجان الوطني على الانتهاء والعودة للحياة العملية والواقعية، حان الوقت للوقوف والتأمل ونحن على أعتاب وداع عام انتهى وعام قادم مجهول إذا لم نفكر ونستعد، ها هو عام 2018 يوشك على البزوغ، راحت السكرة وجاءت الفكرة مع السؤال المهم والمصيري: ما هو مصيرنا؟
رقصنا وضحكنا وغنينا واحتفلنا وقلنا كل ما عندنا من كلام طيب في الوطن وأفرغنا كل ما في جعبتنا من أناشيد، وأخذنا كفايتنا وأكثر في الكلام وحان وقت التقييم مع أنفسنا، إلى أين نحن سائرون؟
لنتفاءل ونقول إلى الخير، ولكن طريق الخير بحاجة لرجال ونساء، لعمل واجتهاد، لصراحة ووضوح، لحفاظ على المكاسب والمنجزات، لتجار يعطون أكثر مما يأخذون، لمواطنين سعداء حتى ينجزون، لصحافة لا تكتفي بنشر أخبار الوكالات، لكتاب لا يكتفون بالنقد أو المديح، بل ينشرون الوعي، لمسؤولين همهم ليس الظهور العلني والقول إنهم يعملون، لمجلس نواب بدماء لم نعهدها من قبل، لمجلس شورى ليس للتجار والمنتفعين، لغرفة تجارة لا تتعارك مع نفسها طوال العام، لأشخاص ذوي كفاءة ووطنية لا مجرد وجوه للترضية، بحاجة لقدرات وإبداعات وثقافات واقتصاديات متميزة لا تكتفي بالروتين طوال السنوات الماضية بما تجتره من تكرار عفا عليه الزمن.

بعد أن انتهينا من السكرة جاءت الفكرة وهي أننا اليوم في المنطقة والعالم نواجه عالماً صعباً وشرساً يموج بالمتغيرات السريعة والخطيرة، يعج بالمغامرات في محيطات عاصفة بالأحداث تتطلب قيادات حكيمة لها من الخبرة والتجربة والحنكة ما يحفظ للأوطان قواعدها لا تجارب ومغامرات تضعنا في مهب الريح، لقد انتهت احتفالاتنا الوطنية وانتهت الأغاني والأناشيد والتكريم، وخرج الجميع من المولد بعضهم بالحمص وبعضهم بلا حمص، وحان وقت العمل والإبداع والعطاء الذي لا ينضب على خطى سمو رئيس وزرائنا حفظه الله الذي رسم خارطة الوطن منذ البداية وسرنا عليها وحفظنا مكاسبنا ومنجزاتنا بفضلها، وعلينا أن نزيد من وتيرة عملنا على هذا النهج.
كفانا مجاملات وتملقا وإعلاما وأناشيد في وقت تغلي فيه المنطقة والعالم بتحديات جسيمة تتطلب رؤوساً بها عقول، لا رؤوساً فارغة من المعاني السامية في البناء والوفاء والعطاء تكتفي بالمظاهر، فقد قتلتنا المظاهر، ولنبدأ بالوفاء لشهداء الوطن الذين ضحوا لنحيا نحن، لنعش أيامنا ليست كأجمل الأيام، بل نعشها ونحن نتحضر لأجمل الأيام وهي لن تأتي بالأناشيد، بل بالعمل والإنجاز.
بحريننا جميلة وتستحق أكثر مما أعطيناها حتى الآن، فعلينا الالتفات كقيادة لسعادة شعبها وكشعب بالولاء والوفاء لقيادته، حينئذ سنبني أجمل الأوطان وأصحها.

تنويرة: دقات الساعة لا تعني أن توقيتها صحيح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .