العدد 3355
الخميس 21 ديسمبر 2017
banner
الجوع والفقر والقمع هدية الملالي للشعب الإيراني
الخميس 21 ديسمبر 2017

هناك الكثير من الأسباب الكامنة خلف استمرار الاحتجاجات الشعبية داخل إيران، لكن أبرزها وأهمها تفاقم الأوضاع المعيشية الرديئة وتصاعد وتائر الممارسات القمعية بصورة غير مسبوقة، رغم أن الأوضاع كلها في ظل نظام الملالي وعلى كل الأصعدة تسير إلى الأسوأ ولا يوجد مجال واحد يمكن أن يتنفس فيه الشعب الإيراني، لذلك لم يكن غريبا ومفاجئا أن يتطلع الشعب الإيراني كله إلى ما طرحته المقاومة الإيرانية من شعار مركزي عن إسقاط النظام، إذ صار الطريق والخيار الوحيد للتخلص من كل المشاكل والأزمات.

التظاهرة الضخمة التي خرجت فيها الجالية الإيرانية في باريس والتي لفتت الأنظار إليها بقوة خصوصا أنها ركزت على الإنسان والبيئة في إيران وما يعانيانه من استمرار الحكم الديني المتطرف، وأجادت زعيمة المعارضة الإيرانية مريم رجوي الوصف عندما وصفت تجربة النظام طوال الأعوام السابقة في خطابها الموجه لتلك التظاهرة بالقول “ إن تجربة إيران خلال 38 عاما... ولاية الفقيه التي تساوي التدمير والتخريب المستمر”، وحقا هذا الوصف الد‌قيق والرائع في محله تماما، إذ إن “قتل الحريات، مهد الطريق لكل أعمال القتل والمجزرة وتخريب البيئة على يد الملالي الغاصبين الحاكمين في البلد”. إن الحياة في ظل هذا النظام صارت مستحيلة والإنسان والبيئة مهددان في ظله تماما، لذلك أظهرت التظاهرة للعالم كله ولأول مرة في العصر الحديث نظاما يعادي الإنسان والبيئة معا، بمعنى أنه ضد الحياة.
النظام الديني المتطرف الذي طالما كان مصدر شر وعدوان، ولم يتسن للشعب الإيراني أن يهنأ بالعيش في ظله ولو ليوم واحد، ولأنه نظام متمرس في العدوانية فإنه تجاوز حدود إيران لينقل جرائمه ومجازره إلى بلدان المنطقة ويعبث بأمنها واستقرارها، ولا ريب من أنه لن يمضي وقت طويل حتى تجد البلدان التي تعد تحت ظل نفوذ الملالي صارت بيئاتها في خطر، ومن هنا، فإن إسقاط هذا النظام يعتبر ضرورة قصوى لأنه يمثل خطرا وتهديدا للجميع، بل إن من مخاطر التلاعب بالبيئة وزيادة ظاهرة التصحر أن يساعد ذلك على تزايد موجات الهجرة من هذه البلدان وبذلك فإن البلدان الغربية لن تكون بمأمن وستكون أيضا في دائرة الخطر. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .