نشرت الزميلة “الوطن” نتائج استبيان بشأن زواج البحرينيين من أجنبيات،  يشير إلى تأييد 36 % من الشباب البحريني الزواج من أجنبية، مؤشر خطير وله تبعات سلبية على المجتمع اجتماعياً واقتصادياً، وزارة العدل تؤكد أن (1403) من الزيجات عقدت العام الماضي بين بحرينيين وغير بحرينيات، بنسبة 25 % من إجمالي الزيجات في المملكة.

نعتقد أن مشكلة غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج من أهم الأسباب، وتلك المشكلة تستدعي تضافر الجهات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ومنابر الخطباء لتوعية الفتيات والآباء والأمهات بالمخاطر.

الانجرار وراء الأنانيات الضيقة نتائجه وخيمة وللأسف البعض يشجع أبناءه على ذلك، دون اكتراث للديون المتراكمة على الشاب ولأسباب تافهة كالحفلات المبالغ فيها، في حين نغفل أمورا في غاية الأهمية يُبنى عليها نجاح الزواج أو فشله، كالتوافق الديني والفكري، والتحري عن أخلاق وسمعة الطرفين.

يشير أصحاب التجربة إلى أن أغلب الأجنبيات يضحون بالابتعاد عن أهلهم وبلدهم لتحقيق مكاسب مادية، ناهيك عن المشاكل الأسرية الناتجة عن اختلاف اللغة والثقافة بين مجتمع وآخر، والحاصل وقوع الشاب بمشاكل لا نهاية لها لم يحسب حسابها، لا ننكر وجود تجارب ناجحة لكنها محدودة جداً.

لا شك أن مثل هذه الإصلاحات لن تتم بين عشية وضحاها، لكنها لن تتم أبداً ما لم يبدأ العمل عليها الآن، شباب يظل عازباً لسنوات متأخرة من العمر، وارتفاع نسبة العوانس والمطلقين والزواج من أجنبيات، نعتقد مرد ذلك البعد عن الدين وتلاشي القيم الأخلاقية بين جيل الشباب، نحتاج إلى طرح قوي ومتوازن بين الشباب وقادة الرأي ورجال الدين، والتصدي لها بحلول واقعية يضعها الشباب أنفسهم، تتماشى مع تفكيرهم واحتياجاتهم وتتوافق مع ديننا وثقافتنا.

يقتضي ذلك تحقيق أمرين بأقصى سرعة ممكنة‏: طرح ومناقشة تجاربنا بجرأة وشفافية لتكون عبرة للآخرين، وجهود توعوية تفتح أعين الشباب وتنقل لهم الواقع دون خجل أو تعتيم. وهناك حقيقة لا مناص منها، كل الزيجات المبنية على المصالح والماديات تنتهي بالفشل عاجلاً أم آجلاً، بينما السعادة والبركة في المال والأولاد كانت رفيقاً لمن أحسنوا اختيار شريكهم وفق الإمكانيات دون مغالاة أو إسراف، وشتان بين الفريقين.