العدد 3358
الأحد 24 ديسمبر 2017
banner
جمعيات لدعم الاستقرار وليس العكس
الأحد 24 ديسمبر 2017

تابعت باهتمام بالغ بصفة شخصية، وبصفتي رئيساً لجمعية سياسية من الجمعيات الـ 16 التي دعاها الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل “للانخراط في العمل السياسي اللائق والنأي بنفسها عن الأجندة الطائفية، وأعرب عن أمله أن تعمل الجمعيات على تعزيز روح التضامن والمضي قدما باتجاه تطوير الحياة السياسية في البلاد”، وهنا أود أن أوضح أن البحرين اليوم وبعد حل جمعيات التأزيم التي كانت بمثابة نافخ بوق الإرهاب بل الخائنة لوطنها وشعبها، قد حان الوقت لأن تستجيب الجمعيات الوطنية لدعوة الوزير وهي دعوة خالصة ومشجعة وفيها من الوضوح في الرؤية والاستجابة للمرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة، بعدما تحررنا والحمد لله من تداعيات المحنة الانقلابية المشؤومة التي من أسبابها بل المحرض عليها الجمعيات الطائفية المنحلة التي تسببت في هذا الشرخ الوطني الذي علينا اليوم جميعاً مسؤولية إعادة بنائه على أسس قانونية ودستورية تستجيب لكل الطموحات التي من شأنها أن تعيد مسار الحركة السياسية لطابعها الوطني وليس استجابة لأجندات خارجية وطائفية ذات نفس من الكراهية للثوابت الوطنية.

كما قلت منذ البداية، أنا مع دعوة الوزير بوعبدالله المتفهم دائماً لدور الجمعيات السياسية، والذي يملك من سعة الصدر ما لم يملكه وزير لو كان بمكانه، ولمست ذلك من خلال المرحلة الملتهبة السابقة التي واجهنا فيها الإرهاب والعنف والتطرف الذي بثته الجمعيات المنحلة ولمسته من خلال دعوته الصادقة اليوم للجمعيات للعمل بنهجٍ وطني سليم وفي إطار دور الوزارة في المرحلة التي أعقبت هذه الأزمة والتي تركز على المضي قدما بدفع الجمعيات إلى أن تصبح أكثر فعالية من الناحية السياسية، معرباً عن الأمل أن تجسد هذه الجمعيات روح البلاد وأن تعكس حقيقة المشهد الاجتماعي في البحرين، فمن الممكن أن تكون هذه الجمعيات نبضاً للوطن وحراكاً سياسياً صحياً من شأنه أن يزيد الوعي بدور وأهمية الجمعيات إذا ما تخلصت من الإرث السياسي القديم القائم على الخطب والشعارات والنفس الطائفي الذي للأسف قاد البلاد في المرحلة السابقة للاحتقان.

كانت جمعيات كالوفاق ووعد وأمل والوحدوي، جمعيات إيرانية بامتياز، وكانت رأس حربة إيران في البحرين حتى أنها لم تستطع ولو مرة واحدة في تاريخها “الودر” من باب التقية أن تذر الرماد في العيون وترد على إيران ببيان طوال فترة وجودها قبل الحل، وهذا ما يؤكد انخراطها في المشروع الصفوي الذي دفعت ثمنه للأبد.

وإذا كانت اليوم دعوة وزير العدل للجمعيات الوطنية لأهمية العمل على الساحة، فلابد من التنويه بضرورة دعم الوزارة جهود هذه الجمعيات وتشجيعها بما يكفل لها المناخ الصحي للعمل كجمعيات وطنية لا تأزيمية كما كانت الجمعيات المقبورة.

 

تنويرة: دع الرياح تسير مركبك.. لكن اعرف قبلاً اتجاهها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .