العدد 3359
الإثنين 25 ديسمبر 2017
banner
الأحمر و”خليجي 23”
الإثنين 25 ديسمبر 2017

شاهدنا منتخبنا الوطني في أول ظهور له في “خليجي 23”، وخرجنا بنقطة مهمة جدًّا من أجل الانطلاقة نحو المربع، وكان حسب المعطيات في ظل منتخب جديد أننا سنسقط أمام العراق المرشح الأكثر منا للفوز، وذلك حسب المعطيات التي قدمها أبناء الرافدين في تصفيات المونديال، إلا أن ذلك لم يشفع للأخير بالتهام الأحمر الجديد، لهذا نقول حققنا نتيجة إيجابية رغم خسارة نقطتين في آخر دقيقتين، ما يعني أن بالإمكان الوصول لنقطة أبعد من الدور التمهيدي، ولكن بشرط تخطي اليمن بغزارة من الأهداف وليس الفوز؛ فحسب لأنه لن يكفي في حال تعادلنا في النقاط مع أي منتخب منافس آخر.    

كان الكثير من الجماهير تنادي قبل البطولة بضم الحارس سيدمحمد جعفر والمهاجم إسماعيل عبداللطيف لقائمة المنتخب الوطني، إلا أن رأيي الشخصي يقف إلى جانب مدرب المنتخب “سكوب” في اختياراته، وهذا ليس انتقاصًا من سيد المرمى أو انتقاصًا من إمكانيات إسماعيل، بل لهدف تكوين من منتخب جديد للاستحقاقات الأكثر أهمية، أي البدء باستجماع منتخب منافس للمستقبل، أي إذا ما طالبنا بضم لاعبين قدامى ولهم تأثيرهم، فهناك أيضًا سيدمحمد عدنان وفوزي عايش لا يزالان يقدمان أداء جيدًا في المسابقات المحلية، إلا أن الهدف من وراء ذلك هو الاعتماد على وجوه جديدة وعدم الاعتماد على الأسماء الكبيرة التي ستنتهي إمكانياتهم مع مرور الزمن ومع تقدمهم في العمر، لهذا أقف مع نظرة الجهاز الفني، وهي نظرة بعيدة المدى.

وبعيدًا عن المنتخب الوطني وما سيقدمه في “خليجي 23”، لقد كثر الحديث بالنسبة للزملاء الإعلاميين من حيث التحفظ على اتحاد كرة القدم في مسألة عدم اختيار موفدين من الصحف المحلية، بعد أن تم الاعتماد على اللجنة الإعلامية في للاتحاد لتغطية أحداث البطولة، وحسب اعتقادي فإن من حق بيت الكرة في هذا الاختيار، لكون إذا ما أرادت الصحف التواجد في الحدث عليها أن تنفق أموالها إن كانت تبحث عن التميز في تغطية البطولة، أي ما هو المتغير الذي سيحدث في عملية التغطية إن كانت المادة المرسلة هي مادة موحدة لجميع الصفحات الرياضية، وبالتالي إذا ما أردت التميز فيجب أن تبتعد عن المادة الرسمية، واتحاد الكرة ليس معنيًّا بهذا التميز وما يهمه هو رسالته الرسمية، فما الضير في ذلك، وما الضير فيما لو أرسلت الصحف الموجودة موفديها بحثًا عن الخبر والحوارات المثيرة ومنح القراء ما يختلف عن المادة الموحدة!!.           

ليس الهدف من التواجد على الساحة الإعلامية في دورة الخليج هو السفر أو التواجد من أجل التواجد فقط؛ بل هناك ما هو أبعد من ذلك بالنسبة للصحافي، فالهدف الخروج بمادة استثنائية وتقديم ما هو خارج النص وتقديم أصداء الأحداث من زاوية أخرى والخبر الذي في طياته “الأكشن” وما وراء الخبر، بهدف الخروج من إطار الصحافة الباردة، ولكن للأسف الشديد مازالت الصحافة لدينا مستمرة في عملية الاكتفاء بالمادة المعلبة، وهذا ما يعكس سلبًا على الزملاء ويقتل الطموح نحو التميز.                                                         

في الختام وبعيدًا عن مآسي الإعلام لدينا، علينا أن نتحدث عن ما قدمته دولة الكويت من إنجاز في حفل الافتتاح ونشيد بعطاءاتها، فما حدث من خلال أسبوعين في عملية التنظيم له فخر لكل كويتي، وبالمختصر نقول إنه إعجاز.    

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .