العدد 3359
الإثنين 25 ديسمبر 2017
banner
مصر والموقف الدائم من القضية الفلسطينية 
الإثنين 25 ديسمبر 2017

قال الإعلامي السعودي منصور الخميس إن مصر ضحت بعلاقاتها مع الولايات المتحدة من أجل القدس، إن كان أحد يستحق الشكر بعد قرار الأمم المتحدة، فهو مصر التي لم تلتفت إلى تهديدات ترامب بقطع المعونات وعملت على حشد العالم مع المملكة العربية السعودية للتصويت لصالح القرار الرافض لقرار الرئيس الأميركي ترامب بشأن القدس.

وأنا أيضا أقول شكرا لمصر والرئيس السيسي والدبلوماسية المصرية على هذا الجهد المبذول من أجل المدينة المقدسة، فمصر رغم الظروف الاقتصادية التي تواجهها حاليا لا يمكن أن تتخلى عن دورها التاريخي المعروف تجاه القضية الفلسطينية، مصر التي قدمت الشهداء والمال وكل أشكال الدعم  للقضية الفلسطينية لا يمكنها، حتى في أحلك الظروف، إلا أن تقف الموقف الذي تنتظره منها الأمتان العربية والإسلامية.

طالما سمعنا مزايدات وشاهدنا دموع التماسيح على القدس والقضية الفلسطينية من قبل دول تتاجر بالقضية الفلسطينية ودماء الفلسطينيين لتحقق لنفسها مكاسب من خلال دغدغة مشاعر الجماهير المتحمسة، لكنها في الحقيقة تقيم علاقات سرية مع إسرائيل وتتعاون معها وتستمد القوة والدعم لبقائها من خلال هذه العلاقات المشبوهة، لكن عند الخطر لا تجد لهذه الدول أي تحرك يتناسب مع حجم الجعجعة الإعلامية التي تطلقها عبر قنواتها الإعلامية. 

صحيح أن مثل هذه الدول شاركت في التصويت لصالح القرار الذي أدى إلى عزل الولايات المتحدة وإحراج ترامب وإبطال قراره بشأن المدينة المقدسة، لكنها لم تتحرك بنفس الدرجة التي تحركت بها مصر والسعودية من أجل تمرير القرار التاريخي، على الرغم من أن الدولتين لديهما ما يشغلهما، فمصر في حالة حرب مع الإرهاب الذي تؤيده وتدعمه وتموله هذه الدول، والسعودية أيضا في حالة حرب مع الإرهاب الذي تدعمه هذه الدول، ويكفي أن نقول إنه في الوقت الذي كانت تجاهد فيه دبلوماسية البلدين من أجل إصدار القرار، كانت هذه الدول تضبط الصاروخ الذي أطلق على الرياض والصاروخ الذي أطلق على مطار العريش المصري.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية