مازالت أفراح البحرين مُستمرة بمناسبة أعياد ديسمبر الوطنية، مازالت الاحتفالات تعم الساحات والمؤسسات الرسمية والأهلية، ومازالت أعلام البحرين ترفرف على أسطح المنازل والمؤسسات وفي الشوارع التي تزينت بأضواء ديسمبر، ومازالت الفرحة بادية على وجوه المواطنين والمقيمين، رجالاً ونساء، ينشدون للبحرين ويتغنون حُبًا بها وولاءً لقيادتهم السياسية، فهي أعياد أكدت قوة التلاحم بين الشعب وقيادته.

كانت ومازالت أعيادنا في أبهى صورها، يتذكر فيها الأبناء تضحيات الآباء والأجداد، ودماء الشهداء الأبرار التي سالت دفاعًا عن تراب البحرين وعروبتها، ترى الجميع في جميع أماكن الاحتفالات في مشهد وطني عظيم بلحن الإخلاص والحُب لبلادهم وقيادتهم واستعدادًا للتضحية من أجل عزة بلادهم ورفعتها، في السلم والملمات يكون الجميع الدرع الواقي لتكون البحرين حصنًا منيعًا في وجه من يُريد لها السوء.

خلال احتفالات أهل البحرين والمقيمين على أرض البحرين التقت القلوب قبل الأجساد، فكانت الاحتفالات فرحة وطن، فرحة الوفاء والولاء والفخر، احتفالات باستقلال البحرين وقائد البحرين وبما تحقق من إنجازات وطنية ومكاسب في العهد الزاهر، احتفالات نتذكر فيها الآباء المؤسسين ورموز البحرين من قادة وأبطال ميامين بنوا مجد البحرين وكرسوا هويتها وصانوا تاريخها العربي المُبين، نتذكر في هذه الأيام الجليلة كل الذين ساهموا في بناء البحرين، ونقرأ بإمعان المبادئ التي تأسست على هديها البحرين، لنؤكد التزامنا بها ونجدد يومًا بعد آخر ولاءنا للبحرين وقيادتها السياسية التي أحسنت التفكير وأيقنت التدبير في إدارة شؤون البحرين حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من ازدهار وتقدم. في مثل هذه الأيام من كل عام نتذكر ما حققته البحرين من تطوير وتنمية وعُمران في جميع المجالات، نتصفح الجرائد لنرى بحرًا من الحقائق والأرقام لما تحقق خلال عام على الصعيد الداخلي والخارجي، بدءًا من الملتقى الحكومي 2017م وما تحقق من برنامج الحكومة، وحصول المواطنين على منازل وشقق إسكانية بتشييد حزمة من المشروعات الإسكانية في مختلف محافظات البحرين، بجانب الإنجازات التربوية والصحية والتشريعية والأمنية ومشاريع البنية التحتية، وتحقيق العديد من المشروعات والاستثمارات في مختلف القطاعات الاقتصادية، وما شهدته البحرين من معارض ومهرجانات ثقافية وفنية، كثيرة هي الإنجازات والمكاسب التي تحققت وتُضاف إلى ما تحقق منها خلال الأعوام السابقة، إن هذه الفرحة بأعيادنا الوطنية تتطلب منا تحمل مسؤوليتنا الوطنية في الحفاظ على هوية بلادنا وعروبتها.