العدد 3359
الإثنين 25 ديسمبر 2017
banner
من يعلّق جرس مشروع الإعلام الخارجي؟
الإثنين 25 ديسمبر 2017

رغم مرور كل هذه السنوات على الأحداث المؤلمة التي شهدتها مملكة البحرين في فبراير من العام 2011 م، إلا أن دروسها لم تنته بعد، بل ويتكشف لنا باستمرار المزيد من الدروس والعبر التي تستحق التوقف عندها والتمعن فيها.

ومن بين أهم ما يجب أن نتوقف عنده ذلك الدور المحوري الذي يقوم به الإعلام الخارجي، فهذه الأزمة أظهرت لنا كيف تم استغلال الفراغ في الإعلام الخارجي من قبل منصات حقوقية وإعلامية عديدة للنيل من مملكة البحرين واستهدافها، واتضح أن هذه المنصات كانت مستعدة لهذا اليوم، بل وكانت أدوات مهمة في الوصول إليه، ومتأهبة للهجوم، ومتسلحة بمعلومات مضللة استمدتها من قلة قليلة من البحرينيين الذين لا يدينون بالولاء للوطن وكانت لديهم أجندة وتخطيط وإعداد لمثل هذا اليوم.

لقد قام الإعلام الرسمي والأهلي بجميع قنواته بدور مهم ومؤثر في دحض الافتراءات والأكاذيب التي كانت تحاول إضعاف المملكة وخلخلة الأمن فيها، ورغم أن التحرك كان لاحقًا وردة فعل على ما حدث، إلا أن هذا الإعلام أدى واجبه في كشف الحقائق وتبيان مزاعم المنصات الإعلامية والحقوقية التي تآمرت علينا، وهذا أمر يحسب له رغم اعترافنا أنه كان متموضعًا بمحليته كما افتقر للمبادرة، ولكن بفضل الله ثم الحراك الوطني، تم إنجاز الكثير في تصحيح المفاهيم المغلوطة والرد على الكثير من الافتراءات، وأسفر عن معرفة الكثيرين لحقيقة ما حدث في 2011 بأنه ليس حراكا سياسيًا كما حاولت جهات (محلية وخارجية) الترويج لذلك، وإنما كان حراكا انقلابيًا طائفيًا يهدف إلى أن يجعل من مملكة البحرين نموذجا إيرانيا آخر في خاصرة الخليج العربي.

وبعد أن هدأت الأمور، فإن السؤال الذي يجب أن يكون مطروحًا هو: ماذا استفدنا كإعلام من هذه التجربة المريرة التي عصفت بنا العام 2011؟

الجواب، وبكل وضوح أننا لم نتعلم الكثير ولم نستفد بما حققه إعلامنا المحلي أو حراكنا الوطني، بل وللأسف الشديد، فإن إعلامنا عاد ليتقوقع محليًا وأصبح إعلام رد فعل فقط، ربما ظنًا بأن الأمور قد استتبت تماما لنا لأن مساعي الانقلابيين قد انتهت تماما ولن تعود، وهي اعتقادات خاطئة، ويجب على إعلامنا الخارجي ألا يستكين؛ لأننا قد نشهد في المستقبل أحداثا مشابهة وفصولا مختلفة تمثل امتدادًا وتكرارًا لما حصل العام 2011 بوجوه مختلفة مستخدمة ذات المثلث الذي يستخدمون في الخراب والتدمير وإشاعة الفوضى وهو: إعلام خارجي ومنظمات حقوقية والخلايا النائمة، ونحن لا نريد أن يأتي هذا اليوم الذي نرى فيه انقلابا جديدا ونحن في سبات.

لذلك، على الإعلام بكل قطاعاته الاستفادة من التجربة والاستمرار في التواصل مع الجهات المختلفة لتثبيت الحقائق المنجزة على جميع المستويات التنموية والحقوقية والإنسانية، ونبين الأطماع المحدقة بالمملكة بالوثائق والأدلة الدامغة واستغلال الفعاليات الثقافية والفنية، ونحن نملك والحمد لله رصيدا مشرفا من هذه الحركات الأهلية.

فالأخطار تتكاثر حول هذه المنطقة والإرهاب يعيش بيننا والأمن متيقظ لدحره، ولكنه يظل بحاجة لإعلام خارجي يواكب هذه التحركات والجهود الأمنية، فنريد إعلامًا مبادرًا يفضح بالحقائق ويرد بالوثائق ويصد بفعالية وبالبراهين كل من يريد الشر بمملكتنا.

والسؤال هنا: من الذي سوف يعلق جرس مشروع الإعلام الخارجي؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .