العدد 3361
الأربعاء 27 ديسمبر 2017
banner
العالم المنتصر على الإرهاب (1)
الأربعاء 27 ديسمبر 2017

يتبادل الروس والتحالف الغربي بزعامة أميركا، التهم في دعم الإرهاب من جهة، ومن الذي انتصر من جهة أخرى، مما يجعلنا نتساءل: هل فعلا نحن أمام طرف روسي وطرف أميركي في الحرب على الإرهاب؟ قبل ذلك كل طرف يدعي أنه انتصر على الإرهاب في سوريا، الإرهاب هو استخدام العنف ضد الأبرياء لتحقيق هدف سياسي، هذا التعريف المدرسي للإرهاب، يمثله الأسد خير تمثيل، ليس أدل على ذلك من فيلم «الصرخة المكبوتة» الذي بثته القناة الفرنسية الثانية.. فيلم وثائقي مؤلم للغاية حول اغتصاب النساء السوريات في سجون بشار الأسد، لم يعد أمام الرئيس إيمانويل ماكرون خيار آخر غير سحب وسام جوقة شرف فرنسا من الدكتاتور السوري، هذا ما جاء في تدوينة جان بيير فيليو الباحث وأستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث بجامعة سيانس بو، في صحيفة لوموند الفرنسية، وبُث فيلم «سوريا... الصرخة المكبوتة» الذي يتحدث عن الاغتصاب الممنهج للسوريات في سجون الأسد، يوم 12 ديسمبر 2017، ووردت فيه شهادات يندى لها الجبين عن استخدام «سلاح دمار المرأة والمجتمع» بغية «وأد الثورة». يذكر فيليو أنه دق ناقوس خطر هذه الممارسات في مقال له عام 2013، كما تشير صحيفة بلدي نيوز، مؤكدا أن جنود الأسد استخدموا الاغتصاب الممنهج لكسر إرادة السكان المعارضين للنظام «إذ لم يكن الطاغية بشار يريد بذلك إهانة السوريات بهذه الطريقة البشعة فحسب، إنما أيضا دفعهن إلى الاستكانة الأبدية والتقوقع في حداد مرير من الفشل المخجل».
هل يمكننا الحديث عن الإرهاب، دون أن يكون الأسد فيه عنوانا رئيسيا وأساسيا؟ الفارق بين داعش والأسد دوليا أن للأسد مقعدا في الأمم المتحدة. هذا المقعد في الجو الدولي الحالي، ليس مخصصا لسوريا، بل هو مخصص للأسد، برعاية من قوى الفيتو في مجلس الأمن، هذا يجعل معايير هؤلاء في الحرب على الإرهاب باطلة، ليست ازدواجية معايير، كما يحب بعض المهتمين القول، بل ببساطة إنه معيار الأسد للتعامل مع شعوب المنطقة، التعامل مع طموحها في الكرامة والحرية والعيش الكريم في دولة قانون وحقوق إنسان.

الإرهاب في معنى آخر، هو هذه التنظيمات الـ «مافوق دولتية» أو «مافوق وطنية»، كالقاعدة وتفريخاتها، تستثمر فيها دول مجلس الأمن وسلطات إقليمية، لغايات سياسية. الأميركي يتهم الروسي بأنه يدعم الإرهاب، والروسي يتهم الأميركي بأنه يسهل لداعش الحركة في سوريا والعراق. الإرهاب بعد فيلم «الصرخة المكبوتة» هو أن يستمر الحديث عن أن الأسد طرف سياسي، هذا ما اتضح في جنيف 8، يكون هناك معنى واحد لهذا الأمر، أننا نعرف جرائم الأسد وإرهابه، لكننا نصر على إعادة تأهيله، تأهيل الأسد هو تأهيل الجريمة، ليكون الأسد جزءا صغيرا منها، تماما كما هو الحال في الاتفاق النووي مع إيران من قبل أوباما الذي أهل النظام الإيراني وميليشياته في سوريا والعراق ولبنان. «إيلاف».

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .