قال صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء المُوقر خلال لقاء سموه عددا من المسؤولين والإعلاميين والمواطنين بمجلسه الأسبوعي العامر بقصر القضيبية (نعم للتنمية ولا للانشغال عنها بالتسييس، ويجب أن يسير المسار التنموي والسياسي في خط متواز لخلق أجواء تحقق الاستقرار والتطور في بيئة آمنة تتوافر فيها للمواطن مقومات العيش الكريم).

إن ما أراد التأكيد عليه سمو رئيس الوزراء المُوقر هو أن التنمية والتسييس لا يلتقيان، فالتنمية عنصر أساسي للتقدم الإنساني والاستقرار الاجتماعي، وهي عملية نمو جزئية أو شاملة بحسب المجال أو المجالات المعنية بالنمو، وسواء كانت التنمية لمجالٍ واحد أو أكثر فهي تهدف إلى تطوير العمل والمُنتج منه إلى الإنسان لتحقيق الرقي والرفاه له ولتلبية متطلباته بما يتماشى مع احتياجاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكلما زاد الاهتمام بالتنمية فذلك يعني مزيدًا من الاهتمام بالإنسان.

إن الدول المهتمة بالتنمية تعمل دائمًا على تطوير الموارد الطبيعية بحيث تكون قادرة على الإفادة منها واستخدامها لحاجات الإنسان، كما تقوم بتطوير التنمية البشرية من خلال إمداد العقل الإنساني بالعِلم ومستجدات البحوث التقنية لأجل تطوير أدائه وتحديث نشاطه، وتطوير الموردين الطبيعي والبشري يعمل على إحداث تغيير جذري في النشاط الاقتصادي ويُطور الأنشطة ويَرفع أداء العملية الإنتاجية لتحقيق مخرجات تتمتع بنوعية جيدة لتحقيق أهداف التنمية المُستدامة.

إن السياسة في فكر ورؤية سمو رئيس الوزراء المُوقر هي رعاية شؤون الناس والحفاظ على مصالحهم ليعيشوا في بيئة آمنة سالمة، وسموه بذلك يُجسد هذا المعنى الإنساني الرفيع في فكره ومواقفه ومتابعته السديدة كل ما يتعلق بالإنسان البحريني من خدمات ومشاريع حكومية، ومن خلال تأكيده أيده الله عدم إضاعة أهداف التنمية وتحويل مشاريعها إلى ساحات لتمرير خطابات سياسية وآيديولوجية لفئة مُعينة، ورفض ترسيخ قيم ومواقف واتجاهات مُعينة تبعد الإنسان البحريني عن الاتجاه الصحيح للمواطنة. إن التنمية الحقيقية التي يراها حفظه الله هي التي تعمل لحساب المجموع، وأن تكون بعيدة عن حسابات المصالح الحزبية والفئوية والشخصية التي تؤدي إلى تدمير التنمية والاقتصاد ولا تحقق مصالح الإنسان.

إن رؤية سمو رئيس الوزراء المُوقر لقضية تسييس التنمية رؤية راسخة وثابتة يمتد مداها إلى مستقبل مملكة البحرين وشعبها.