العدد 3364
السبت 30 ديسمبر 2017
banner
“الفيتو” الأميركي... حسابات الربح والخسارة (2)
السبت 30 ديسمبر 2017

قدمت الولايات المتحدة للإرهاب والإرهابيين بمواقفها المتواصلة ضد الحق العربي والفلسطيني مسوغات لتنظيمات الإرهاب كي تواصل جرائمها بزعم الدفاع عن هذا الحق.

وقالت هايلي قبل جلسة التصويت إن للولايات المتحدة “الحق الكامل كدولة سيدة أن تقرر نقل سفارتها” إلى القدس، ولكنها تناست أيضاً التزامات القوة الأكبر في النظام الدولي بالالتزام بالشرعية والقانون والقرارات الدولية ذات الصلة بوضعية القدس في إطار عملية السلام.

واعتبرت هايلي أن القرار 2334 الصادر عن مجلس الأمن في ديسمبر الماضي، والذي يدين الاستيطان ومررته إدارة باراك أوباما في مجلس الأمن من خلال امتناعها عن التصويت العام الماضي، “يشكل لطخة” في سجل الولايات المتحدة، و”لو طرح على التصويت اليوم فسأصوت ضده بكل تأكيد”!

تحد غريب ومستفز للإرادة الدولية ومنحاز لمصلحة إسرائيل حتى لو تضررت مصلحة الولايات المتحدة نفسها! لذا فإن الذهاب للجمعية العامة للأمم المتحدة سيكون له الأثر الأكبر لأن صدور قرار بإجماع أكثر من 150 دولة من أعضاء الأمم المتحدة سيرتب شرعية دولية أكثر من أي شيء آخر، لاسيما أن الجمعية العامة هي الشرعية الدولية الحقيقية بحكم ميثاق الأمم المتحدة.

قد يعتقد البعض أنها خطوة رمزية، أو أنه قرار سيضاف لقرارات سابقة في الموضوع ذاته، وهذا الأمر قد يكون صحيحاً ظاهرياً، ولكن القرار الأممي المحتمل سيمثل رسالة عالمية قوية في توقيت مماثل للقرار الأميركي، حيث يتأكد للجميع موضوع عزلة موقف واشنطن، وسعيها لفرض إرادتها على المجتمع الدولي، ناهيك عن وقف أي مد محتمل لاستنساخ الموقف الأميركي من قبل دول أخرى في العالم، والتصدي لمحاولات إسرائيل الرامية للضغط على دول العالم للمضي وراء الموقف الأميركي في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

باختصار، الفيتو الأميركي مكسب حيوي للدبلوماسية المصرية والعربية وإحراج تاريخي بالغ للولايات المتحدة، ويجب المضي في هذا الاتجاه من العمل السياسي والدبلوماسي في محاصرة تبعات قرار إدارة ترامب بشأن القدس. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية