العدد 3365
الأحد 31 ديسمبر 2017
banner
هل نشهد ربيعًا إيرانيًّا
الأحد 31 ديسمبر 2017

أبى العام 2017م أن ينتهي دون أن يدق ناقوس الغضب الإيراني، إذ خرج الآلاف في عدة مدن إيران، ومن أهمها مشهد، وهم يهتفون ضد الرئيس روحاني وضد مرشده خامنئي، في خروج عفوي له دلالة مهمة، تؤكد أن النظام الإيراني يكتوي بنار توسعه السياسي وأطماعه الاستعمارية وأحلامه الإمبراطورية.

من الصعب أن نتكهن بما ستسفر عنه هذه المظاهرات والاحتجاجات، والمسار الذي ستسير فيه في الأيام المقبلة ومتى ستنتهي، إلا أن الأكيد أن الحراك الشعبي الراهن ليس وليد اللحظة وليس حراكًا طارئًا، وإنما هو امتداد للحراك الشعبي لعام 2009م، وإن كان هناك فارق رئيسي وهو أن الاحتجاجات هذه المرة لا قائد لها ولا يتصدرها فصيل سياسي.

آلة القمع الوحشية ـ التي يتظاهر النظام الإيراني بعدم وجودها ويضيق بكل من يواجهه ببشاعتها ـ مستمرة وبنشاط واضح ومرئي للجميع من أجل منع التظاهرات والحيلولة دون تمددها وتوسعها، في مقابل شعب يعي أنه في مواجهة أخرى مع الحرس الثوري وقوات الباسيج، لكنه يصر على موقفه، وهو ما يشير إلى أن الاحتجاجات سوف تتوسّع من قبل الشعب الإيراني، بينما الاعتقالات ستزداد والقمع سيتفاقم من قبل هذا النظام المتغطرس.

الآن، الشعب الإيراني يقول كلمته ويوضح موقفه من نظامه وسياساته وتدخلاته، ويعاني الأمرّين جراء ذلك، وهو في أمسِّ الحاجة لمن يقف بجواره ويدعم انتفاضته ويساند حراكه ليحقق أهدافه ويصل لمبتغاه في اقتلاع هذا النظام الثيوقراطي، أو على الأقل تعديل السياسات الخرقاء لنظامه لتصب في صالح النهوض بأوضاعه وتحسين مستوى معيشته.

والسؤال: ماذا سنفعل نحن المتضررين من هذا النظام الإيراني وممارساته؟ وما هو دورنا؟، فالشعب الإيراني يدرك أن نظامه هو نظام مستبد وتوسعي ينشر الخراب ويزيد الدمار في الدول المجاورة وكثير من الدول الأخرى على حساب قوته، وها هو ينتفض، ونحن أيضًا نتأثر بشدة ونعاني كثيرًا من أفعال هذا النظام وجرائمه ودعمه للإرهاب وتمويله للإرهابيين وإيوائه للانقلابيين والمجرمين، لذا فعلى إعلامنا العربي أن يدعم حراك الشعب الإيراني ضد نظامه الفاشي.

فهل سنرى ربيعًا إيرانيًّا قريبًا ونحن على أعتاب عام 2018م؟ وهل سيذوق هذا النظام ما أذاقه لعدد من الدول والشعوب من خراب وفوضى وتدمير؟.

 

مؤنس المردي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .