العدد 3366
الإثنين 01 يناير 2018
banner
“الموت لروحاني... الموت للديكتاتور”
الإثنين 01 يناير 2018

من يرى إيران بمسؤوليها وهم يفتخرون بالسيطرة على عواصم عربية، ومن ينظر إليها وهي تنتشر بنخبة من قادتها العسكريين لتعين دولاً وأنظمة أخرى على البقاء في مواجهة شعوبها، ومن يتابعها وهي تمول وتدعم إرهابيين بالمال والسلاح والتدريب وتفتح لهم المعسكرات، ومن يشاهدها وهي تؤسس لإعلام طائفي موجه للانقلاب على أنظمة مستقرة وشعوب آمنة، فالنتيجة المنطقية التي يخلص إليها هي أن هذه الدولة تعاني تخمة في مواردها وفائضًا في ميزانيتها وازدهارًا في أوضاعها المالية والاقتصادية ولحمة بين مكونات شعبها واتفاقهم على قيادتهم وتأييدهم لها.

لكن تأتي التطورات والأوضاع الداخلية لتنقل صورة مغايرة تماما لهذه النتيجة المفترضة من الممارسات الإيرانية الخارجية، وأحدث هذه التطورات الاحتجاجات التي خرجت في مدن عدة أبرزها مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية والتي تحظى بأهمية رمزية كبيرة لقطاع واسع من الإيرانيين. عكست الاحتجاجات هذا الانفصام الواضح بين إيران الداخل والخارج، فهي تؤكد أن الدولة تعاني وضعا اقتصاديا حرجًا، ما دفع المتظاهرين لرفع شعار لا لغلاء الأسعار، وتشير كذلك إلى رفض السياسات التي تنتهجها إيران بالتمدد والتوسع ودعم أنظمة على حساب الشعب ومعيشته، لذا هتف المتظاهرون “الموت لروحاني والموت للديكتاتور”، وهتفوا أيضًا “غادروا سوريا.. فكروا فينا” وذلك في إشارة لرفضهم الوجود العسكري الإيراني في سوريا.

ووفقا لمركز الإحصاءات الإيراني، فإن نسبة البطالة بلغت 12.4 بالمئة في 2017 ما يمثل ارتفاعا نسبته 1.4 بالمئة عن 2016م، وأن هناك نحو 3.2 ملايين عاطل عن العمل في إيران التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، والاقتصاد الإيراني يعاني من صعوبات كثيرة من بينها: ارتفاع الأسعار والتضخم والركود.

مثل هذه الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تطفو على السطح الشعبي وهو المقياس الحقيقي من فترة لأخرى يجب أن تدفع كل من يتحالف ويتعاون مع إيران إلى التفكر والتدبر في مخاطر هذا التحالف وأسبابه، لأنه حتمًا جزء من الكعكة أو الطبخة التي ستلتهمها إيران بأي شكل كان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .