العدد 3368
الأربعاء 03 يناير 2018
banner
مخاض الثورة يرعب ملالي إيران
الأربعاء 03 يناير 2018

لم يعد ملالي إيران في مأمن من لهيب الثورة الذي سيستعر تحت أقدامهم بعد أن رأوا بأم أعينهم تصاعد الاحتجاجات وانضمام مدن إيرانية جديدة لها، وهو ما يمكن وصفه ببدايات مخاض الثورة الكبرى الثانية في إيران ضد الدكتاتورية والاستبداد، وجاءت الأيام التي سيرى نظام الملالي فيها عدم جدوى القمع والسجون والتعذيب والإعدامات لإسكات الشعب وإرعابه، فإرادة الشعوب كانت وستبقى الأقوى من كل شيء.
تظاهرة خراسان التي عمت عاصمتها مشهد وباقي المدن الأخرى يوم الخميس الماضي، انضم على وقعها أهالي مدينة مرمانشاه مع بدء صباح الجمعة مرددين شعارات “لا للغلاء” و”الموت للديكتاتور” و”لا تخافوا لا تخافوا كلنا متحدون معا” و”الموت لروحاني” و”ليطلق سراح السجناء السياسيين” و”الشعب يستجدي والسيد يدعي الألوهية” وغيرها من الشعارات الفاضحة للنظام والرافضة له، والذي يلفت النظر أن القوات القمعية للنظام لم تعد كسابق عهدها، حيث بدأ الخوف يعتريها لذلك لم تعد تندفع كما كانت في المرات السابقة.
استغلال الدين واستخدامه لأغراض وأهداف خاصة وجعله وسيلة لقمع الشعب وإبادة خيرة أبنائه المناضلين من أجل الحرية، حقيقة معروفة من جانب الشعب الإيراني، وهذا بحد ذاته نصر كبير آخر لمنظمة مجاهدي خلق التي طالما حذرت الشعب الإيراني بشكل خاص وشعوب المنطقة والعالم بشكل عام من أن هذا النظام يقوم بتوظيف الدين واستخدامه لأهداف وغايات لا علاقة لها بالدين أبدا، لذلك شددت على أهمية خوض النضال ضده والسعي لإسقاطه لأنه “أي نظام الملالي”، يسعى من وراء الدين للتشبث بالحكم إلى أبعد حد ممكن.
الغضب الجماهيري لمختلف فئات وشرائح وطبقات وأطياف الشعب الإيراني، صار يتجسد في ضوء حركات احتجاجية عارمة تدعو بالويل والثبور للنظام وتعلن عدم استعدادها لتحمل تبعات وآثار المغامرات الفاشلة للنظام ولاسيما تدخلاته في بلدان المنطقة وإهداره ثروات الشعب على برامج تسليحية وأمنية والعمل من أجل المحافظة على نظام قمعي ديكتاتوري نظير نظام بشار الأسد.
إيران بدأت تنقسم رويدا رويدا إلى خندقين، أحدهما الشعب الإيراني والمقاومة، والآخر هو النظام وجلاوزته المرعوبين من اللحظة الحاسمة التي يتم فيها اكتساح قلاعهم وقصورهم، ما سيجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم ومجازرهم المختلفة التي ارتكبوها بحق كل أبناء الشعب الإيراني، وذلك اليوم صار قاب قوسين أو أدنى من ذلك. “الحوار المتمدن”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .