العدد 3370
الجمعة 05 يناير 2018
banner
صمام أمان المجتمعات هو “الاقتصاد” وليست السياسة ومنظروها
الجمعة 05 يناير 2018

على مر العصور “بالنسبة للدول العربية” أثبت شطرنج السياسة فشله، وكل المجتمعات التي استسلمت للسياسيين منهم المقلد ومنهم المبتكر تعرضت لمآس ومشاكل واضحة وملموسة ولم تستطع تبين صورة المستقبل ومعالمه، واجهت عبارات اليأس والهزيمة بشكل مستمر وانحرفت عن طريق التقدم والبناء، وعاشت متناقضة متعثرة ومتعسرة، وما من أمة عانت من السياسة مثل ما عانينا مع أن تاريخ الأمم متشابه، لا فرق بين تاريخ أمة وأخرى، لكن الفرق هنا أن الأمم الأخرى أدركت جيدا أن صمام أمان المجتمعات ليست السياسة والمشتغلون فيها بمختلف الأسماء والمواقع، إنما صمام أمان المجتمعات هو الاقتصاد وتطوير بيئته، لهذا تفوق الغرب علينا بمراحل كثيرة لأنه لم يخضع للسياسة وثرثرة المنظرين، بل التفت منذ القرن التاسع عشر إلى المعرفة العلمية والاكتشافات والأخذ بأسباب الحضارة الحديثة، وأبدع في هذا المضمار بينما بقيت الدول العربية محصورة في زاوية تاريخية تستمع للسياسيين “الشخصيات المضيعة” وآرائهم وملاحظاتهم انتظارا للتطور الهادئ المتصاعد، وأهملت الاقتصاد وماذا كانت النتيجة؟ ربما تكون للاستعمار آثار خلقت صعوبات جمة لترجيح كفة الاقتصاد والاهتمام به على كفة السياسة والمد القومي والنضال وبقية الشعارات، وهذه حقيقة لا أحد ينكرها ولكن مشكلة العرب كانت في عدم قراءة الأهم والأفضل وكيفية التفاعل مع ميلاد النهضة الاقتصادية التي اجتاحت الطرف الآخر من العالم.

للأسف تجمد واقع الكثير من الدول العربية بسبب انشغالها بالسياسة وإهمال كل الطاقات الاقتصادية والركض وراء نور مصباح السياسيين والمنظرين الذي قادها في نهاية المطاف إلى حالات الطوارئ والجوع والفقر وسيل جارف من المشكلات والأوضاع الاجتماعية المتردية، وأمامنا أمثلة كثيرة على دول حكمت على نفسها بالإعدام عندما تركت الحبل على الغارب للسياسيين وسارت على خريطتهم واهتدت بها، فكل صور العذاب التي نشاهدها في عدد من الدول العربية بسبب معترك الفكر السياسي وكأن هناك ظمأ أبديا للسياسة.

إن أردنا أن نكون أمة تمثل التقدم والنجاح علينا الخروج من مناطق السياسة وترك السياسيين والمنظرين وخزعبلاتهم والتمسك بالتقدم الاقتصادي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .