النجاحات الدبلوماسية التي حققتها مملكة البحرين في بريطانيا في العام الماضي تستدعي الإشادة والتقدير، فهي إنجازات نوعية رغم الظروف والأوضاع الإقليمية والدولية الصعبة والمعقدة، وقد توجت هذه النجاحات بموافقة البرلمان البريطاني، على قرار حكومي بإدراج مجموعة من الحركات البحرينية على قائمة المنظمات الإرهابية.

وقد جاء التقرير الشامل الذي أصدرته سفارتنا في بريطانيا ليعكس حجم الجهود التي بذلتها السفارة خلال عام 2017م على كافة الأصعدة الرسمية والشعبية والبرلمانية والإعلامية، والتي أسفرت عن تصحيح الكثير من وجهات النظر السلبية فيما يتعلق بأوضاع حقوق الإنسان في البحرين، وإيضاح المغالطات والسلبيات، وقيامها برصد والتعامل مع 106 من الأسئلة البرلمانية المتعلقة بمملكة البحرين، إضافة إلى نجاح السفارة في أداء الدور التقليدي لها بتوطيد وتوثيق علاقات البحرين بالمملكة المتحدة وباقي الدول الأوروبية، بما ضمن للمملكة حضورًا قويا داخل الأوساط الرسمية والشعبية في أوروبا، والتعريف بالمواقف البحرينية إزاء القضايا المختلفة.

هذا النشاط الدبلوماسي مطلوب دائما ليس في بريطانيا فقط، بل في أوروبا وفي أميركا، وأتمنى من سفاراتنا في الخارج أن تحذو حذو سفارتنا في لندن في هذا النهج المتميز بنشر مثل هذه التقارير سواء كانت نصف سنوية أو سنوية عما حققته هذه السفارات من نجاحات، وما أنجزته من أنشطة نوعية تستحق التسجيل والتعريف بها.

الانفتاح والإيجابية سمة مهمة ينبغي أن تظل مصاحبة للدبلوماسية البحرينية، حيث تجسد سياسة حميدة تكفل التواصل مع اللجان البرلمانية والصحافة والإعلام، وخاصة أن لدينا في البحرين معطيات إيجابية ومنجزات هائلة نفخر بها، وليس لدينا ما نخفيه، فالاستمرارية مطلوبة في التواصل والمكاشفة، وأتمنى من البرلمان البحريني في دورته القادمة أن يبحث زيادة ميزانية وزارتي الخارجية والإعلام؛ لأنهما جناحان رئيسيان للتحليق عاليا في سماء المجتمع الدولي.

فمملكة البحرين حباها الله بقيادة حكيمة ورجال مخلصين يعلمون في صمت لرفعة سمعة الوطن، وهم جنود أشداء في محاربة القوى الظلامية التي تحاربنا وتحارب إنجازاتنا، ولذلك فنحن نفخر بهذه الدبلوماسية التي نراها ترفع اسم البحرين في جميع المحافل.

مؤنس المردي