+A
A-

الجلسة الثالثة من منتدى "دراسات" تؤكد ان قطر اليوم لم تعد كما كانت قبل المقاطعة

تناولت الجلسة الثالثة من منتدى "دراسات"  "قطر عراب الفوضى والأزمات في الشرق الأوسط " موضوع  امن الخليج والسيناريوهات المستقبلية للسياسة القطرية العدائية، حيث تحدث في الجلسة الأستاذ محمد يوسف رئيس جمعية الصحفيين الإماراتية والذي اكد في مداخلته ان قطر هي من بدأ بالتحريض على الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب وبصفة خاصة كل من البحرين ومصر.

وأشار الى ان هناك عدة سيناريوهات متوقعة خلال الفترة القادمة، اولها استمرار الأوضاع على ماهي عليه، واهونها عودة قطر الى الحضن الخليجي وتنفيذها للمطالب المطروحة.

بدوره قال الأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ السعودية انه يجب التفريق بين حكومة الحمدين وبين الشعب القطري، مضيفا اننا لاحظنا اصدار قرارات لتجنيب الاسر التي لديها قرابة لأسر أخرى في قطر حرصا على العلاقات بين هذه الاسر.

وأضاف ان قطر لديها علاقات مع تنظيم الاخوان ومع المشروعين الفارسي والعثماني، لافتا الى ان الأسلوب القطري في السياسة الخليجية استمر كما هو حتى بعد تولي تميم الحكم هناك، ولذلك كان لابد من اتخاذ خطوة جريئة، واليوم أؤكد ان قطر أصبحت بلا اسنان او لسان، بعد ان أصبحت دولة معزولة ومقاطعة.

وأشار الى وجود تغير في الوضع في العراق وليبيا بعد مقاطعة قطر وبعد وقف الأموال القطرية الطائلة التي كانت تدفع للمرتزقة هناك، مبينا ان قطر اثبتت للشعوب الخليجية ان لديها درجة امتياز في تزييف الحقائق والتدليس وتزوير الواقع، في سوائل الاعلام، فهذه دولة مصابة بانفصام ولابد ان يكون للشعب القطري وقفة حقيقية، بعد فضح الأكاذيب القطرية وفضح دورها في الحشد الطائفي في دول الخليج.

وقال ان نجوم قناة الجزيرة اصبحوا شياطين بالنسبة للشعوب العربية، وان شاشة الجزيرة اصبح يتابعها عدد قليل جدا، مؤكدا ان قطر اليوم لم تعد كما كان قبل المقاطعة، فهي اليوم تئن وتنزف، مشيرا الى ان مقاطعة قطر كان لها مكاسب استراتيجية عديدة منها ان قطر أضحت تحت طائلة الضوء الدولي وأصبحت تحت المجهر العربي والخليجي، كما انها اضطرت الى توقيع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة الامريكية بشأن مكافحة الإرهاب ومراقبة تمويله وهذا دليل على دورها الذي كانت تقوم به في دعم الإرهاب، مضيفا ان قطر قد تضاءل وضعها وتراجعت عربيا كما انها خسرت سمعتها السابقة في حل النزاعات.

وأشار الى ان المكسب الأكبر هو كشف سلوك وممارسات قطر العدائية ومحاولتها تقسيم المملكة العربية السعودية، معتبرا ان الازمة تمضي الى طريق مسدود وان قطر تعتقد انها تكسب بعض الوقت وهذا تفكير عبثي وأضغاث أحلام، لان الازمة ستنتهي وفق رؤية الدول الأربع.

من جهته اوضح ضرار بالهول الفلاسي مدير عام مؤسسة "وطني الامارات" ان تهور الدوحة وعنادها فيما يتصل بأزمة نظام الحمدين الحاكم مع الرباعي العربي ينذر بسيناريوهات خطيرة فيما يتصل بأمن منطقة الخليج والإقليم عموما، ما يستدعي استعدادا من قبل دول المنطقة وتعاملا جديا مع تداعيات السلوك القطري، خاصة في ظل غياب أي دلائل ملموسة على رغبة الجانب القطري بالتعاون مع دول الرباعي.

واضاف انه من المهم ولكي نفهم مخاطر الدور القطري في المنطقة أن نلقي الضوء على المشروع الاجرامي القطري، وطبيعة السلوكيات التي أدت إلى القرار الرباعي العربي قطع العلاقات مع الدوحة وما تلاه من إجراءات عقابية، فالمسألة لم تتعلق يوما باستقلالية السياسة الخارجية القطرية كما اعتادت الدوحة أن تزعم، ولكنها تعلقت وتتعلق بالتدخل في شؤون الدول الاخرى، وتشجيع الارهاب وحتى الجريمة المنظمة للاضرار بمصالح تلك الدول بالاضافة إلى تشجيع وتمويل ودعم أعمال التمرد على الحكومات الشرعية تحت شعارات واهية كما حصل في الخريف العربي، وحتى منع قيام حكومات شرعية قوية كما تمثل على وجه الخصوص في الدور القطري التخريبي بامتياز في ليبيا بعد سقوط حكم القذافي.

واوضح الفلاسي انه يمكننا استنباط المسارات المتوقعة لسياسة النظام القطري مستقبلا والتي تتلخص في استفزاز دول الرباعي العربي بهدف تصوير الامر وكأن عملا عسكريا على وشك الحدوث ضد النظام القطري،وتمويل وتشجيع عمليات إرهابية أوسع ضد دول الرباعي العربي بهدف إحداث فوضى منظمة تشغل هذه الدول عن الملف القطري، والعمل المنظم لتفكيك التحالفات العربية من خلال التركيز على إرباك العالقات بين الشعوب وليس فقط الحكومات، وتعزيز وزيادة تغول التحالف مع تنظيمات إرهابية مثل الاخوان المسلمين بهدف خدمة أهداف النظام القطري، ومحاولة محاصرة الانشطة الاقتصادية لدول الرباعي العربي في الخارج،وافتعال أعمال تخريبية داخلية أو حتى محاولة انقلابية ونسبتها لدول الرباعي العربي بهدف تخفيف الضغط الشعبي على النظام القطري.

بدوره قال الأستاذ سلمان الدوسري كاتب ورئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط الأسبق، ان المجتمع القطري هو الاكثر تضررا بسبب عناد حكومته، معتبرا انه لن يكون هناك فرصة في اتفاق يسمح للدوحة بالتملص من التزاماتها، وأي اتفاق قادم تعلم الدوحة، قبل الدول الربع، أنها ستكون مجبرة بالكامل على تطبيقه، وهو ما يبعد فرضية اتفاق غير قابل للتطبيق.

واشار الى ان الدول الاربع أعلنت عن استراتيجيتها منذ اليوم الاول للازمة وهو إما حل أو لا حل، فإما اتفاق كامل أو لا إتفاق، وقال ان الاستراتيجية التي اتبعتها الدول الاربع تهدف إلى إيجاد حل دائم ونهائي لا يسمح بالعودة كما حدث في اتفاقيات سابقة، وان الدول الاربع لن ترضى الا إذا قبلت قطر بأن تتخلى عن عقيدتها التخريبية وسياساتها التدميرية، وقبل ذلك آلية واضحة وصارمة تضمن التزام الدوحة وعدم تلاعبها كما فعلت سابقا.

واوضح الدوسري أنه يمكن القول أن الموقف القطري قد تغير جزئيا واستجابت قطر لخمسة من المطالب التي اشترطتها الدول الاربع الداعية لمكافحة الارهاب لانهاء المقاطعة، ومن هذه المطالب توقيعها مذكرة تفاهم مع أميركا عن تمويل الارهاب بعدما كانت ترفض توقيعها منذ سنوات، وسمحت بوجود مسؤولين أميركيين في البنوك القطرية لمراقبة التحويلات إلى الخارج، وقلصت التمويلات في سوريا وليبيا، ما ساعد في إيجاد حل سلمي هناك وايضا تقليص الدعم لـ«حماس» ما فرض على الحركة تسليم غزة للسلطة الفلسطينية، مما يعني أنه لولا الاجراءات العقابية التي قامت بها الدول الاربع، لما وافقت الدوحة على هذا التغيير واتخاذ كل هذه الخطوات التي رفضتها سنين طويلة.