العدد 3375
الأربعاء 10 يناير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
اعرف ما يجري في بيتك أولاً
الأربعاء 10 يناير 2018

اعرف ما يجري في بيتك قبل أن تهتم بما يجري في بيوت غيرك، بعد ذلك يمكنك أن تهتم ببيت غيرك لأنه من المهم كذلك أن تعرف ما يجري لغيرك لتكون حذراً، لكن لا يجب أن تولي اهتمامك كله لجارك وأنت لا تعرف ما يجري ببيتك، وهذا ما جرى في إيران حين تدخلت في شؤون الجميع وأغفلت ما يجري داخلها، لهذا وفي خضم انشغالنا بالوضع في إيران وحماس كتابنا وسياسيينا بالحالة الإيرانية، لا يجب أن نغفل قضايانا ومشكلاتنا الداخلية التي تتطلب تركيزاً حتى لا تغيب عن بالنا شؤوننا المحلية المتعلقة بأمننا واستقرارنا وهي أولويتنا تجاه وطننا، ما يجري في إيران كان نتيجة غياب النظام عن الاهتمام بوضعه الداخلي حيث انشغل بتصدير الثورات والتدخل في شؤون الدول وتورط في مستنقعات كثيرة على حساب تنمية البلاد حتى أدركوا في النهاية بعد فوات الأوان أن بيتهم من الداخل كان مخروماً بل معطلاً.

ملاحظتي اليوم أننا انغمسنا بالشأن الخارجي وذهب البعض منا لتأجيل اهتماماته الوطنية وانشغل بالشأن الفلسطيني والإيراني والقدس وترك الشأن المحلي في الوقت الذي تمر به المنطقة بمنعطف تاريخي من حيث سرعة المتغيرات التي تتطلب تركيزاً وحذرا، فالاقتصاد والأمن والتدخلات الخارجية والأوضاع المالية كلها تحاصر المنطقة بدليل هذا التخبط في اتخاذ قرارات وخطوات لم نستعد لها كفرض الضرائب والرسوم وتغيير الأولويات من دون إتاحة الفرصة وشرح وتوعية المواطنين الذين وقعوا في حيص بيص وهم يتلقون تلك الإجراءات والضرائب والرسوم دون مقدمات حتى أنهم لم يجدوا وسيلة إعلامية واحدة تشرح لهم تفاصيل ما يجري.

من هنا لا أستنكر الاهتمام بالمسائل الخارجية ولا أعترض على متابعتها ولكن لا يجب أن تنسينا هذه المتابعة شؤوننا الداخلية ذات الأولوية القصوى المتعلقة بأمننا الوطني واستقرارنا، لقد حدث ما حدث في إيران نتيجة تدخلها في شؤون الآخرين وانشغالها بالخارج على حساب الداخل وعلينا تعلم الدرس، فنظام الملالي زائل اليوم أو غداً لأنه ببساطة نظام يعيش خارج العصر والتاريخ، لكن ما يجب التفكير فيه هو العودة للداخل المحلي والاهتمام بالأمور الصغيرة قبل الكبيرة فالحريق الكبير يأتي من أصغر الشرر، فهناك اليوم من المشكلات والعقبات التي تواجهنا ما يجعلنا نلتفت للوطن لترسيخ البناء وتقوية القواعد ليلتحم المواطن بأرضه وقيادته وثوابته من أجل الحفاظ على المكاسب والمنجزات وليس التفريط بها بسد الآذان وإغماض العيون، إن مجرد تفشي ظواهر صغيرة هنا وهناك من دون معالجة يكفي لتحويلها لمشكلات كبرى حين لا يتم التصدي لها منذ البداية، فخلل بسيط في وزارة كالتجارة أو الإعلام أو إجراء يتخذ دون توعية وشرح للمواطن من شأنه أن يعكس التخبط، وهذا ما أحذر منه اليوم قبل الغد حين يتسع الشرخ.

تنويرة: دع الجهل ينتشر وبعده سيطر على الأمة كلها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية