+A
A-

إيران.. الطلاب ومواقع التواصل وراء اندلاع الاحتجاجات

أثبتت الاحتجاجات الأخيرة في إيران أن هناك دورا بارزا للطلاب ومواقع التواصل في قيادة وتنظيم الاحتجاجات الشعبية وتوجيهها، نظرا للتركيز الكبير للأجهزة الأمنية على اعتقال القيادات الطلابية البارزة منذ الأيام الأولى، وكذلك السيطرة على الإنترنت، وتنفيذ عمليات حجب وتقييد لشبكات التواصل والتطبيقات والمواقع بشكل منظم.

ويتضح دور الطلاب جليا عندما ننظر إلى عدد المعتقلين، حيث تم اعتقال أكثر من 100 طالب، وأغلبهم من قيادات المنظمات والنقابات الطلابية، خلال الأيام الأولى للانتفاضة، من بين 3700 شخص، مجموع المعتقلين الذين أعلنت عنهم السلطات رسميا.

وفيما أعلن مسؤولون ونواب ايرانيون أن أغلبية الطلاب قد أطلق سراحهم إلا أن النقابات والمنظمات الحقوقية تؤكد أن عشرات القيادات الطلابية مازالوا معتقلين، وهناك مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو حتى الموت تحت التعذيب كما حدث مع 5 معتقلين آخرين، أو خطر الاغتصاب كما حدث للمحتجين عقب الانتفاضة الخضراء عام 2009.

قيود على "تلغرام"

أما بالنسبة لإجراءات السلطات في حجب المواقع والتطبيقات التي يستخدمها النشطاء لحشد التظاهرات، فقد لعبت دورا كبيرا في توقف المظاهرات بسبب ضعف التنسيق منذ أن أعلنت السلطات الإيرانية فرض القيود على مواقع التواصل والتطبيقات وحجب وحظر أهمها وأكثرها انتشارا أي "تلغرام" و"إنستغرام" على الهواتف النقالة.

وعلى الرغم من أن قطع الإنترنت يعتبر خرقا للعديد من الاتفاقيات الدولية وانتهاكا لمعايير الاتحاد الدولي للاتصالات(ITU)، لكن السلطات الإيرانية لم تكترث للقوانين الدولية واستمرت في سياستها التي أدت إلى تضرر مليون مواطن لوظائفهم وأعمالهم التجارية جراء قطع الإنترنت وحجب مواقع التواصل والتطبيقات الشهيرة، بحسب خبراء اقتصاديين.

وتستمر إيران بفرض الحظر على تطبيق "تلغرام" الذي يستخدمه حوالي 45 مليون مواطن، وساهم ذلك بعرقلة تنظيم الاحتجاجات وانحسارها، بحسب مراقبين.

وتشترط السلطات الإيرانية على شركة "تلغرام" وضع قيود على التطبيق وإغلاق القنوات التي تروج للاحتجاجات واستمرارها وتنظيمها لكي تسمح بإعادة استخدامه ورفع الحجب عنه.

وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد انتقد خلال اجتماع حكومي، الاثنين الماضي، المسؤولين الذين حجبوا تلغرام وقالوا إنهم باتوا ينامون مرتاحين لكنهم ورطوا 40 مليون مواطن، وفقد 100 ألف وظائفهم"، وهي نسبة من يديرون أعمالهم عبر تطبيق تلغرام ذات الشعبية الواسعة.
واعتبر الرئيس الإيراني روحاني أن من يعتبرون مطالب المتظاهرين "اقتصادية فقط" يهينون الشعب، قائلا إن مطالب الشعب "اقتصادية وثقافية واجتماعية وأمنية"، وإن "كل هذه المطالب يجب أن تؤخذ في الاعتبار".

وأصبح تطبيق "تلغرام" المشفر الذي يستخدم على نطاق واسع في إيران، من أهم أدوات الاتصال الرئيسية بين المتظاهرين، لتبادل المعلومات والفيديوهات والصور بشأن الاحتجاجات.وبعد حظر السلطات للتطبيق، تحول الإيرانيون إلى استخدام مجموعة متنوعة من أدوات التحايل لكسر الحجب من خلال استخدام برامج كسر الحجب، ما حدا بالسلطات أن تغلق التطبيق نهائيا.

ووافق مجلس النواب الأميركي قبل يومين من خلال التصويت على قرار يقضي بمساعدة المتظاهرين في إيران، على "السماح بإرسال تكنولوجيا الاتصالات إلى إيران بهدف دعم الشعب الإيراني في انتفاضته وتعزيزه من أجل حرية التعبير".