العدد 3378
السبت 13 يناير 2018
banner
الغضب والنار في بيت ترامب الأبيض
السبت 13 يناير 2018

لم أر في حياتي رئيسا يتعرض للتهكم والسخرية والنقد من وسائل الإعلام الجماهيرية مثل الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، فمنذ اللحظة الأولى، بل قبل اللحظة الأولى لقدومه إلى البيت الأبيض وهو يتلقى الموجة تلو الموجة من الهجمات الشرسة من وسائل إعلام كبرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها.

في البداية قيل إنه لا يحترم المرأة وجيء بشهادات عديدة لنساء تعرضن للتحرش الجنسي من قبل ترامب، وبعد أن تولى الرجل الرئاسة لم تتوقف هذه الحملات وتم انتقاء صور عديدة تظهر ترامب وكأنه شخص غير طبيعي، ثم تطور الأمر إلى صدور كتاب كامل عن ترامب وشؤونه الغريبة للكاتب مايكل وولف الذي تردد صداه في العالم كله قبل أن ينشر، حيث تناولت وسائل الإعلام الأميركية والغربية مقتطفات مخجلة من الكتاب الذي سيصدر عما قريب والذي قالت عنه وكالة بي بي سي إنه قد يتسبب في النهاية في إبعاد ترامب عن الحكم في الولايات المتحدة.

ومن بين المقتطفات التي وردت والتي تعطي قرائن معينة على اختلال الصحة العقلية لترامب كما يقول مؤلف الكتاب أن ترامب طلب أن توضع في غرفة نومه ثلاثة أجهزة تلفاز، على الرغم من أنه لا يتابع التلفاز مطلقا ولا يقرأ مطلقا، وهذا يجعل مهمة العاملين معه غاية في الصعوبة، وجاء أيضا أن الرئيس يمنع الخدم من لمس أي شيء يخصه، خصوصا فرشاة أسنانه وأنه قام بتوبيخ أحد العاملين لأنه قام بأخذ قميص ترامب الملقى على الأرض ووضعه في المكان المخصص له، لكن ترامب بثورة عارمة قال له: طالما أنني وضعته على الأرض فأنا أريده هكذا!

ووردت أشياء أخرى يستدل بها الكاتب وغيره على أن الصحة العقلية لترامب تتناقص مع التقدم في السن، من بينها قول أستاذ الصحة النفسية لأعضاء مجلس الشيوخ إن هناك علامة معينة على إصابة الرئيس بالخرف، السؤال الذي يطرح هنا ليس حول مساحة الحرية التي يتمتع بها الإعلام الأميركي، فهذا أمر طبيعي، وسبق أن تناول الإعلام الحياة الخاصة للرئيس بل كلنتون، لكن السؤال الآن هو حول خطورة بقاء ترامب في الحكم لفترة طويلة، فرئيس الولايات المتحدة ليس كأي رئيس في العالم لأن قراراته يمكن أن تؤثر على العالم بأكمله وليس أميركا وحدها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .