+A
A-

العقيد حمد الكعبي: تركيب "التكسية" يقلل حدوث الحرائق المميتة والخسائر المادية

كثيرًا ما يتطلب التصميم المعماري ترك مساحات معينة من الحوائط والأسقف والأرضيات، سواء كانت في مبان عامة أو خاصة على أن يتم كسوتها بمواد خاصة بالتكسية، وذلك أما لهدف زخرفي أو لغرض معماري أو إنشائي أو فني، فمن الطبيعي أن تختلف مواد الكسوة التي تستعمل في الحوائط من حيث النوع في المواد التي تستخدم في الأسقف والأرضيات، وأخرى لأغراض زخرفية وجمالية، فهناك مواد كسوة لوقاية الحوائط من الحرارة أو الرطوبة أو لامتصاص الصوت أو انعكاس الضوء إلى غير ذلك من المواد المصنعة، حيث  تعرف عملية التكسيات بأنها استخدام مواد طبيعية أو مصنعة ذات أسماك بسيطة بأشكال جذابة، تعطي شكلا جماليا، وتستخدم فيها مواد بسيطة تساعد في اللصق والتركيب والتثبيت، وتعد بمثابة قشرة أو غلاف يحيط بالمبنى ويعزله عن الظروف البيئية بالخارج.

التغطيات الخارجية لا تعد من مكونات النظام الهيكلي للمبنى، فهي جدران غير انشائية غير حاملة لشيء باستِثناء حِملها الانشائي الخاص بها، لكنها بالتأكيد مقاومة لأحمال الرياح وتسرب المياه وأي عوامل جوية أخرى، ومن خلال التغطيات الخارجية تستطيع ربط كل طوابق المبنى بشكل مستمر، تأخذ التكسيات على عاتقها حماية المبنى وتكسيته واكسابه جمالية اضافية، بما يقدمه من أشكال وأنظمة مختلفة، وهو بمثابة فلتر بيئي بين الداخل والخارج، ويتميز أيضا بخفة وزنه فهو لا يحمل شيئا ألاّ نفسه فلا يحمل المبنى وزنًا زائدًا يؤثر على هيكله.

  مجلة "الأمن" الصادرة عن الإدارة العامة للإعلام الأمني والثقافة الأمنية بوزارة الداخلية حاورت العقيد حمد الكعبي مدير إدارة الحماية والسلامة بالإدارة العامة للدفاع المدني للتعرف أكثر عن أهمية التكسيات وأنواعها، حيث أشار إلى أهمية التغطيات الخارجية والداخلية للمباني (التكسيات)(cladding) والتي هي عبارة عن ألواح مصنوعة من صفائح الألمنيوم الخفيف والمضاد للصدأ أو الألمنيوم المقوى، والتي تعمل على تقليل حدوث الحرائق المميتة في المباني المرتفعة وخفض الخسائر المادية، بالإضافة لذلك بأنها تعطي الحماية الذاتية للمبنى، موضحا بأن هناك نوعين من التغطيات الخارجية والداخلية، النوع الأول (النظام الأمريكي- 285Nfpa) حيث أن هذا النوع مقاوم للحريق وبطيء الاشتعال، مشيراً إلى ضرورة الفحص الفني للتغطيات قبل تركيبها للتعرف على نوعيتها وجودتها واجتيازها للفحص، ومن ثم تعتمد في تركيبها للمباني، أما النوع الثاني فهو النظام السعودي يحمل رقم SAS0-2752 .

أكد ضرورة خضوع التغطيات الداخلية والخارجية لنظام عالمي أمريكي أو أوربي أو سعودي، والذي يتبع نفس مواصفات النظام الأمريكي، من حيث نوعية ومواصفات الألواح الالمنيومية الخارجية والداخلية، بحيث تكون معتمدة من مختبرات عالمية، لتفادي وقوع الحوادث والحرائق.

الخصائص

وتطرق إلى أن ألواح الألومنيوم المركبة يجب ان تكون لديها المزايا التالية: الاستقرار الجيد، الوزن الخفيف، السطح الناعم، مقاومة عوامل الطقس، المتانة العالية، مقاومة التآكل، المسطحة جيدًا، المقاومة للصدمات، ذات التركيب السهل والصيانة السهلة، وأن يكون اللوح المركب قابلاً للقطع والتشكيل بسهولة، لذلك فألواح الألمنيوم المركبة Alushine تصبح أفضل الخيارات للتكسيات الخارجية والديكورات الداخلية، كما أن ألواح الألمنيوم المركب ذات قابلية عالية لإعادة تدويرها وتصنيعها من جديد، حيث ان كلاً من مواد اللب المتوسطة وصفائح الألمنيوم الغطائية، يمكن إعادة تصنيعها ويمكن استخدامها لإنتاج مواد جديدة.

الحرائق

وعن أسباب حدوث الحرائق في التغطيات الخارجية للمباني المتعددة الطوابق، ذكر انها تعود للأسباب التالية: اختيار النوع الرديء والرخيص الذي لا يخضع لمواصفات النظام أو الكود العالمي، تركيب هذه التغطيات من قبل عمالة غير فنية في هذا المجال، بالإضافة لذلك تحدث هذه الحرائق لأسباب أخرى مثل وجود مداخن تصريف الدخان بالمطاعم، تحت هذه التغطيات الخارجية، فمع مرور الوقت والحرارة يؤدي ذلك إلى الاشتعال، كذلك وجود اسلاك كهربائية عشوائية تحت التغطيات، وعدم حفظها في مواسير حديد أو بلاستيكية، ايضا في حالة القيام بعمل أي صيانة باستعمال القطع الناري أو اللحام وذلك لخطورة وسرعة اشتعال هذه المادة ( صفائح التغطية،) وذلك لوجود مكونات للحشوة الموجودة تحت الصفائح وقابليتها للاشتعال السريع، نظراً لاحتوائها على مواد سريعة الاشتعال والمصنوعة من البولستيرين، كما ان التغطيات الرديئة تساعد على انتقال الحريق بسرعة عبر النوافذ، لافتاً إلى ضرورة مراجعة الإدارة العامة للدفاع المدني قبل تنفيذ أي مشروع بخصوص تغطية المباني وبالأخص المباني العالية، وذلك لالتزام بالنظام العالمي لمثل هذه النوعية من التغطيات واختيار النوع الجيد والمصرح به.

وفي سياق متصل قال مدير إدارة الحماية والسلامة: بأن الإدارة قامت بتشكيل لجنة تفتيش للمباني العالية التي تم تركيب تغطيات فيها، حيث تم تقديم إرشادات وتعليمات حول أمور السلامة المتعلقة بمواصفات التغطيات، مؤكداً حرص الإدارة على القيام بحملات تفتيشية على المباني المرتفعة التي قامت بتركيب التغطيات وذلك للاطمئنان والتأكد من صلاحيتها وخضوعها للمواصفات العالمية، وفي حال عدم مطابقتها للمواصفات يتم إعطاء المالك نصائح بإزالتها، كما تنصح الملاك باختيار النوع الجيد والخاضع لمواصفات عالمية وعالية الجودة، كما يتم إنذارهم وإعطاؤهم 30 يوما بغرض تصحيح الوضع، وفي حال عدم تعديل وضع المبنى يتم رفع القضية للنيابة لاتخاذ الإجراء القانوني، وذلك بناء على المادة (25)من قانون الدفاع المدني " يعاقب كل من يخالف هذه الأنظمة والقرارات والتعليمات الصادرة بمقتضاها بالحبس بمدة لا تزيد عن 3 سنوات وبغرامة لا تزيد عن 5000 دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين".

وأوضح بأن اللجنة قامت بفحص 240 مبنى خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2017م بجميع أنحاء المملكة 110 مبنى في (الحد، الجفير، أم الحصم) و130 مبنى (المنامة، وضاحية السيف، وأرض المعارض)، ولفت إلى وقوع حادث حريق في عام 2013م بمنطقة الجفير في مبنى مكون من 11 طابقا مغطى التكسيات، وترجع أسباب الحريق لإهمال عمل الصيانة من قبل العمال، واستخدام عملية اللحام بالقرب من أنابيب الغاز القابلة للاشتعال وانتشارها بشكل سريع.

وأشار بأن الإدارة العامة للدفاع المدني بصدد العمل على إصدار قانون يتعلق بنوعية التغطيات الخارجية والداخلية للمباني، وذلك بالتعاون والتنسيق مع دول مجلس التعاون الخليجي.

اشتراطات السلامة

وأكد العقيد على أهمية اشتراطات الحماية والسلامة بالمنشآت ومن أهمها : أبواب مقاومة للحريق مع الردادات، نظام جرس الإنذار، طفايات الحريق، خراطيم المياه، نظام مرشات المياه، أنبوب المداد الجاف/ الرطب، مصابيح الطوارئ، مخارج الطوارئ، نوافذ تهوية للسلم قابلة للفتح، نظام شفط الدخان، نظام ضغط الهواء، مروحة دفع الهواء، مصعد رجل الإطفاء، تمديدات أنابيب الغاز، المواد المانعة لانتشار الحريق في البناء والديكور الداخلي.