العدد 3383
الخميس 18 يناير 2018
banner
من هم أعداء إيران؟ (2)
الخميس 18 يناير 2018

إيران التي هددت ولا تزال تهدد أميركا وإسرائيل وأحيانا دولا أخرى، اعتقدت كما تعتقد بلدان كثيرة أخرى أن تهديداتها ما هي إلا رسائل موجهة للداخل أكثر من ما هي موجهة لهذه الدول، وأمنت أن هذه الدول لا تؤخذ تهديداتها مأخذ الجد، صار من الواضح اليوم أنها مطالبة بتوضيح كل هذه التهديدات أمام شعبها، فهل حقا دولة تدعي أنها مهابة وقوية يمكن أن يهزها تدخل خارجي ما، إن لم تكن الأسس التي تقوم عليها الدولة وطرق توزيعها للموارد على خطأ جسيم.

إن الدول أحيانا مثل الأفراد، حينما يفشلون يرمون أسباب فشلهم على الآخرين، لأنهم لا يريدون أن يقروا بأخطائهم، وكل ما تفعله إيران ليس محاولة إيجاد حلول صحيحة للمشاكل العويصة التي أوقعت نفسها فيها، بل الصراخ والاتهام، أول طريق هو الإقرار بأن استحواذ الحرس الثوري وتخصيص المليارات لأجل نشر النفوذ، لم يجن منه الشعب الإيراني أية فائدة، إن محاولة لعب دور أكبر مما هو من مقياس الإمكانيات أمر قد تكون نتائجه كارثية كما هي واضحة الآن.

بالرغم من كل ما ذكرته أعلاه، والإمكانية الكبيرة التي يمتلكها معارضو ممارسة جمهورية إيران الإسلامية، للتدخل في الشأن الإيراني وخصوصا من خلال ثلاثة أطراف قوية ولها سوابق في المعارضة، مثل الكورد وعرب الأحواز والبلوش، إلا أن لإيران إمكانيات اللعب كأية قوة إقليمية والتخلص من الضغوط بتنازلات، لن تصل إلى المطالبة برقبتها، أي أن يحافظ النظام على استمراريته ولكن بإدخال تحديثات تتطلبها الخطوات التي يجب أن يتخذها لإرضاء الأعداء الخارجيين حسب ما يدعي، ولعل أهم خطوة أو تضحية يمكن أن يساوم عليها هي التضحية بحزب الله، كخطوة تصالحية مع المحيط والعالم الخارجي، لكن مقابل كسب أو تحييد الأطراف الخارجية، يجب أن تكون هناك خطوات داخلية، مهمة وهي المزيد من الانفتاح السياسي والاجتماعي، لأن لإيران إمكانيات لرفد ميزانيتها بأموال طائلة من خلال الانفتاح السياسي والاجتماعي والسياحة، حتى إن اعتمدت على الجاليات الإيرانية الكبيرة في الخارج، بالإضافة إلى القاعدة الصناعية، فهل نحن سنرى إيران أكثر انفتاحا وتطورا، أم إيران تندلع فيها الانقسامات والتناحرات!. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .