+A
A-

أعمال ذات حساسية جمالية وغزارة في المنابع الفنية

اتسم معرض البحرين للفنون التشكيلية الـ 44 الذي افتتح يوم أمس بمشاركة 53 فنانا "بحرينيون ومقيمون" برسومات وأعمال مختلفة ذات حساسية جمالية تثير شهية المتلقي لرؤية المعرض، مساحات لونية وتوازن مدروس للوحات وألوان صاخبة ورموز كثيرة وغزارة في المنابع الفنية.

وحصد الفنان علي ميرزا على جائزة الدانة عن لوحته "وجهة نظر" وكانت بالفعل لوحة ذات طابع تكاملي جمالي، وفازت الفنانة مروة آل خليفة بالجائزة الثانية عن لوحتها "338" وهي لوحة تبهر المتلقي بتفاصيلها الزمنية والواقعية.

"البلاد" تواجدت في أروقة المعرض خلال حفل الافتتاح وسجلت هذه الوقفات مع عدد من المشاركين:

الفائز بجائزة الدانة الفنان علي ميرزا بلوحة "وجهة نظر" يقول:

عملي الفائز عبارة عن عمل تركيبي يتحدث عن وجهات نظر الانسان في هذا العالم عموما وكيف هي مختلفة، فكما تشاهد في العمل مجموعة عيون مغمضة وبينها عيون مفتوحة، واستخدمت اللون الاحمر كدليل على الالغاء. ويضيف ميرزا وانا ارسم بعض الاشياء أتساءل ان كان من واجبي ان اجعل الحياة جميلة للناس، واقنعهم ان فيها ما يستحق ان يعاش؟ لست متيقنا.. ادرك مهما تعددت التوجهات الفنية والفلسفية، فإن الحياة وحدها هي الواقع، هي الحقيقة التي نعيشها رغم اختلاف وجهات النظر، واي شيء دون ذلك هو مساحة للبحث والتجربة بالنسبة للفنان.

كما قال ميرزا ان المعرض هذا العام قدم تنوعا خصوصا الاعمال الشبابية التي خرجت عن المألوف وعن إطار اللوحة ايضا، وهذا شيء مهم للغاية؛ كون العالم اليوم اصبح يتخاطب بهذه اللغة.. اي لم تعد اللوحة هي الوسيلة الوحيدة التي تعبر عن افكار الفنان بل هناك وسائل اخرى.

"نخيل 338" هو عنوان لوحتي الفائزة بالجائزة الثانية.. هذا ما صرحت به الفنانة مروة آل خليفة واضافت ان منطقة 338 اصبحت الآن منطقة مليئة بالمطاعم وتنبض بالحياة ودائما تذكرني بطفولتي. في احد الايام كنت امشي بالمنطقة وصدفة اخذت صورا بالموبايل ولم يكن في بالي إنجاز لوحة ما، فأنا يجذبني الظل في التصوير الفوتوغرافي. التقطت خطوطا منحنية ناعمة من اوراق النخيل ضد الخطوط الصلبة للحجر الصلب، خلق الاشكال الهندسية تجعل المشاهد يسأل السؤال عن المساحة المحيطة بالنخيل، هل هي كبيرة أم صغيرة؟

وعن اطباعها عن المعرض قالت مروة: هناك اعمالا جميلة بالفعل والمكان الواسع اعطى مساحة للعرض والمشاهدة بكل راحة.

وكان لنا أيضا وقفة مع الفنان عدنان الأحمد المشارك بثلاث لوحات حيث قال:

يمكنني القول ان معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في تطور مستمر من ناحية المستوى وكذلك التنظيم، والاجواء الفنية المصاحبة جدا رائعة ويطيب لي بهذه المناسبة ان اتقدم بجزيل الشكر الى هيئة البحرين للثقافة والاثار على هذا الاهتمام الكبير والتنظيم الرائع، وشكر خاص للشيخة مي آل خليفة والشيخة هلا آل خليفة فبصماتهن واضحة في المعرض.

أما الفنان إبراهيم بوسعد المشارك بلوحة بعنوان "حوار" فيقول:

معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الـ 44 يعتبر مسيرة فنية طويلة وهو المرجع للتشكيل في البحرين وأنا شاركت فيه منذ ان كان عمري 16 سنة ولازلت مستمرا في العطاء والمشاركة. المعرض يلقى اهتماما كبيرا من قبل هيئة البحرين للثقافة والاثار ونلمس تطورا من جميع النواحي عاما بعد عام بيد ان مستوى الاعمال فهذا متروك للفنان نفسه، فكلما اشتغل الفنان واجتهد كلما قدم انتاجا متميزا وبالتالي نخرج بمعرض يقدم اعمالا متميزة. وملاحظتي هي ان بعض الفنانين لا يمارسون عملهم باستمرار، فالجودة لا تأتي في يوم او ليلة وإنما تأتي بالبحث والاطلاع والمثابرة، ومن هنا وحسب خبرتي انصح اخواني الفنانين بعدم التساهل في التعامل مع العمل الفني إذ يجب التطوير والابتكار وكل هذه الامور تصب في صالح الفنان وفي صالح المعرض عموما.