العدد 3384
الجمعة 19 يناير 2018
banner
أزمة الثقة
الجمعة 19 يناير 2018

يقول الكاتب النيوزيلندي بيتر تي مكينتير «لا تأتي الثقة بالنفس من خلال كونك دوماً على حق، بل من خلال كونك غير خائف من أن تكون على خطأ». ونعتقد ــ وفقاً لهذه المقولة ــ أن انعدام الثقة التام لا يتأتى إلا إذا كان الفرد متيقناً من كونه مخطئاً أو ضعيفاً؛ فعلى سبيل المثال، إن اليقين بعدم التمكن في عمل ما، يفقد الفرد ثقته بنفسه، وقد يلجأ حينها إلى إخفاء معالم هذه الحقيقة وملامحها، خصوصاً أمام المتمكنين القادرين على كشف أخطائه وجوانب قصوره.

إنَّ اللغة السليمة للتعامل مع اللاثقة في شيء ما أو عمل ما، إما أن يذعن لهذه الحقيقة بسبب إيمانه بعدم امتلاك ما يؤهله لأن يكون واثقاً في هذا العمل أو المجال، أو الاعتراف بجوانب الضعف ومحاولة معالجتها، إلا إذا كان هناك قصور جوهري كمتطلب الموهبة، أو متطلب كفاية التجارب، وما إلى ذلك من مسببات.

نعتقد أن أزمة الثقة الذاتية، عند عدم علاجها، تصنع حولها هالة وهمية، هي أشبه باللاشيء، لكن الفرد المعني يراها ترساً حقيقياً، هي واضحة للعيان كونها غير حقيقية، وليست فاعلة، لكنه يتوهم إبقاءها ليراها لوحده بمسمى ثقة، ثقة مُجردة، غير مُعرفة، ويستمر حينها في ممارسة طقوسه التي تلخصها مقولة «الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة، وكذلك البشر، لا يحدث ضجة إلا صاحب العقل الفارغ؛ فلا تضيع وقتك بالمجادلة معهم».

نعم؛ فهذه العقول أصحابها يدركون تمام الإدراك أنها خاوية، وبالتالي يسيطر عليهم الخوف، فيقعون أسارى لأزماتهم مع الثقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية