تختلف الصحافة في تنوعها، لكن لا تختلف في هدفها، ومع تطورها من صحافة تقليدية إلى إلكترونية إلا أن هدفها في النهاية نشر المعلومات ونقل الأخبار إلى الناس، ومهنة الصحافة ليست سهلة بل صعبة وتريد حراكًا من الصحافي والتنقل من مكان إلى آخر لرصد الأخبار وتتبع الحديث منها وكتابتها والتعليق عليها، فالعمل الصحافي من الأعمال المجتمعية والمهنية النبيلة التي تتطلب التزاما بمبادئها ومصداقية في تحمل عبء رسالتها، وتدققا من صحة ما يتم من نشره بعيدًا عن التزلف والإساءة إلى الآخرين من أفراد ومؤسسات وجماعات، ومهما كانت المعلومات التي يقوم بنشرها الصحافي من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وتربوية وغيرها يجب أن يتم أخذها فقط من مصادرها الرئيسية.

تتطرق وسائل الصحافة والإعلام إلى مختلف الحاجات الإنسانية من تعليم وسكن وصحة وبنية تحتية وغيرها من الحاجات، ومع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي نقرأ الكثير عن تلك المشاكل، لكن المسألة ليست في الكتابة عنها وتصوير بعضها، بل طريقة كتابتها وحقيقة ما يحصل فيها، أي أنه لابد من الكتابة بإيجابية دون الإساءة إلى الدوائر المُشرفة، والأمر الآخر والأهم، ماذا يحدث لتلك المشكلات والاحتياجات؟ أي بعد الكتابة عنها، هل هناك مَن يتابع هذه الاحتياجات أو حلول تلك المشكلات بعد الكتابة عنها ونشرها؟ هل يتلقى المواطنون الإجابات الوافية والوعود الإيجابية عما تحدثت عنه الجريدة؟ إن مصداقية أية إدارة أو وزارة أو مؤسسة في عملها هو تنفيذ مشاريعها ومتابعة ما بعد تنفيذها، فبعض المشاريع لا تنتهي بتنفيذها، إنما تبتغي متابعتها أثناء وجودها، على سبيل المثال قياس قدرة هذا المشروع أو ذاك على تحقيق أهدافه بالنسبة للمواطنين، أو متابعة صيانته وتطويره، وغير ذلك، هذه المتابعات للصحافة هي التغذية السليمة التي تمنح القدرة على مشاركة الأفراد تطوير حياتهم.

كثيرة هي القرارات التي تصدرها مؤسسات الدولة المتعلقة بشؤون المواطنين، كالزيادات في أسعار بعض السلع المعيشية، والتي تؤثر على مسار حياتهم ومستوى معيشتهم، وهنا على الصحافة أن تتزود بالبيانات الصحيحة من مصادرها الرسمية دون الاعتماد على ما يتم نشره في إعلام التواصل الاجتماعي الفاقد للكثير من المصداقية، ولا يمكن أن تتطور وتتقدم الصحافة إلا من خلال اهتمامها باحتياجات ومشاكل المواطنين، فمعيارها الأساسي يتمثل في مدى اهتمامها بمشاكل المواطنين وتتبع قضاياهم، ونشر أفكارهم، والكتابة عن إنجازاتهم وإبداعاتهم، وقيامها بالدفاع عن مكتسبات البلاد وتنمية ولاء وانتماء شعبها.