العدد 3387
الإثنين 22 يناير 2018
banner
عيسى بن علي... ضربة معلم
الإثنين 22 يناير 2018

اتحاد كرة السلة كان من أنشط الاتحادات، ومسابقاته هي أكثر إثارة منذ زمن طويل، ولا يختلف اثنان من المتتبعين لدوري الباسكت البحريني محليا وخليجيا على أن دورينا السلاوي يحمل في طياته “أكشن” ومسيرة استثنائية مختلفة عن مسابقة السلة على الخارطة الخليجية.. وذلك منذ زمن منازعة النسور “الأهلي” والتاج “المنامة” مع نادي أحد السعودي في بطولات الـ GCC على لقب بطولة مجلس التعاون.

ومنذ ذلك الزمن ودورينا السلاوي مثير بجماهيره؛ إلا أن الحلقة الأضعف لدينا على مستوى منافستنا مع الأشقاء الخليجيين، بل تكمن في منازعتهم على لقب الخليج على صعيد المنتخبات؛ وذلك على خطى منتخب الكرة الطائرة ومنتخب اليد العالمي؛ فالأول متألق عربيا والثاني وصل لمونديال اليد.

قبل سنوات عدة، وتحديدا في العام 2009 - 2010 إن لم تخني الذاكرة، تطرقت في مقال سابق إلى شخصية سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، حفيد رئيس الوزراء سمو الأمير خليفة بن سلمان، حينها كان سموه يقترب خطوات من العمل الإداري في نادي الرفاع القلعة إلى جانب “خاله” الرجل المتميز على كل الأصعدة معالي الشيخ عبدالله بن خالد رئيس مجلس الإدارة الرفاعية، والأخير شهادتي في عطاءاته مجروحة لما تربطني به من علاقة وطيدة وقريبة جدا، ويستحق “بو رفاع” مساحة أكبر للحديث عن طموحاته لخدمة ناديه وخدمة وطنه في مواقع كان يستحقها لم يصل لها للأسف..

بعيدا عن طموحات عبدالله بن خالد التي سنسلط عليها الضوء في المستقبل القريب، فإني قد تطرقت قبل سنوات عن المستقبل المشرق الذي ينتظر رئيس اتحاد كرة السلة سمو الشيخ عيسى بن علي، وتحديدا حين كان آنذاك طالبا في مدرسته الثانوية..

بيت القصيد هنا، يجب علينا الاعتراف بأن من بادر بفكرة تسلم سموه رئاسة اتحاد السلة، كانت مبادرته بمثابة “ضربة معلم”.. فما نلمسه مؤخرا من نشاط ملحوظ لبيت السلة البحرينية في مسألة الرغبة في تطوير هو أمر واضح للعيان، ولكل المتتبعين للخطوات التي يقدمها الاتحاد في عهد هذا الرئيس الشاب.

رأينا مؤخرا سلسلة اجتماع لسموه؛ للتوجيه بالاستعداد لأغلى مسابقة وهي كأس سمو رئيس الوزراء وأهمية إظهارها بثوب يليق بحجم الكأس الغالية، ومن ثم إعادة تشكيل لجنة الحكام واللجنة الفنية والتطويرية، ولجنة مدربي المنتخبات، إضافة إلى الالتقاء بالشركات التجارية، التي قد تستثمر في دعم الاتحاد ماديا ومعنويا، وهذا ما يمنح مؤشرا على أن سموه يسير في الطريق الصحيح ويعلن راية التحدي؛ ليخرج اتحاده بصورة زاهية أمام الشارع الرياضي وأمام القيادة الرياضية بالمملكة.

هنا أرى أن أهم لجنة يجب أن تمنح الدعم الأكبر، هي المنتخبات، ورسالة أبعثها من هذا المقام لسمو الشيخ عيسى بن علي؛ حتى تتحقق الطموحات على صعيد منتخب الرجال في المقام الأول..

في حوار أجريته مسبقا قبل سنوات عدة مع نجم الأهلي مرتضى محمد الذي اتجه الآن للتدريب، ترك تصريحا لا يزال في ذاكرتي، حين قال نحن كلاعبين بمنتخب السلة كنا نحلم أن نلعب بالمنتخب أمام جماهيرنا؛ كما هو الحال في بطولة أندية مجلس التعاون، ولكن هذا الحلم لم يتحقق حتى اللحظة آنذاك!

طموح سمو الشيخ عيسى بن علي، ليس له حدود، وهذا ما لمسناه منذ تسلمه زمام رئاسة الاتحاد، وبالتالي نؤكد أن هذا الطموح سيكون ثمرته “شعار الذهب” الذي أطلقه رئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد.

بفضل سموه قد تتغير أوضاع المنتخبات، وعلى رأس القائمة منتخب الرجال الذي يحلم أن يلعب في المقام الأول بين جماهيره العاشقة في بطولة إقليمية على أرض الوطن.. سموه يسير في المسار الصحيح والمستقبل سيكون استثنائيا في عهده، وهذا ما يتطلع له كل متابع للإثارة السلاوية في الصالات البحرينية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية