+A
A-

مهندسو جامعة البحرين يولدون طاقة من الموج ويتنبؤون بالمشكلات الصناعية

طور طلبة كلية الهندسة في جامعة البحرين 64 مشروع تخرج، سعت لإيجاد حلول هندسية لقضايا حيوية، وعرض الطلبة المشروعات في الأسبوع الماضي ضمن معرض مشروعات التخرج الذي تُوج بفوز ستة مشروعات.

وكان من بين أبرز المشروعات الفائزة: تطوير وحدة لإنتاج الطاقة عبر حركة الموج، وتصميم نظام إلكتروني لتعيين مكان العطل الكهربائي، وتصميم نظام إلكتروني يتنبأ بالأعطاب في العمليات الصناعية من خلال قياس المتغيرات.

وافتتح رئيس جامعة البحرين الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة المعرض الذي أقيم يوم الخميس الماضي، وتجول في أركانه، مستمعاً إلى الطلبة الذين تحدثوا إليه عن أفكارهم ومشروعاتهم التي لاقت استحسانه، مثيناً على الجهد الذي بذلوه في تطويرها.

وقال أ.د. حمزة: "أهنئ الطلبة والأساتذة على حد سواء بما أنجزوه من مشروعات متميزة ليس في التزامها بالمعايير الهندسية، وحساباتها ومعادلاتها الدقيقة فحسب، بل بأفكارها التي تستجيب لمتطلبات التنمية واحتياجاتها".

وتابع قائلاً: "لقد رأينا مشروعات تهدف إلى إنتاج الطاقة من مصادرها المتجددة، وأخرى تقلل الهدر في الطاقة، وبعض المشروعات سعت لتقليل الضوضاء، ومشروعات عالجت مشكلات عملية، نحو مشروع اكتشاف الخلل في التمديدات والأسلاك الكهربائية، وغيرها".

وأعرب رئيس الجامعة عن سعادته بمستويات الطلبة الذين عبروا عن إبداعاتهم العلمية بطريقة متقدمة، وأبدوا مهارة في عرض الأفكار وتسويقها.

وقال: "إنني أدعو الطلبة الأعزاء ألا يترددوا في استخراج براءة اختراع لمشروعاتهم الجديدة، وتحويل التصاميم والابتكارات إلى مشروعات تجارية تشق طريقها في السوق، ليغدوا أصحابها من رواد الأعمال المنتجين الذين يسهمون في تنشيط الاقتصاد الوطني".

وتعود المشروعات التي عرضت بمعرض مشروعات التخرج الهندسية للفصل الدراسي الأول من العام الجامعي إلى ستة برامج في كلية الهندسة، هي: الهندسة الكيميائية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والعمليات الصناعية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الكيميائية، والهندسة المدنية.

ومن ناحيته، أشار عميد كلية الهندسة الدكتور فؤاد محمد الأنصاري إلى أن هذه المشروعات تختزن خلاصة ما تعلمه الطلبة خلال السنوات الأربع التي قضوها في الكلية، مشيراً إلى أن أساتذة مقرر مشروع التخرج في البرامج المختلفة أشرفوا على المشروعات وفق عدة معايير نظرية وفنية، منها: البحث، والتصميم، وحاجة المجتمع لهذه المشروعات، واتصالها بالقطاع الصناعي وغيرها.

وأكد د. الأنصاري، خلال كلمة ألقاها في احتفالية تدشين المعرض، أن مشروع التخرج تجربة غنية للطالب يتعلم من خلالها عدة أمور، سواء ما يتعلق بكتابة التقرير البحثي، وإجراء العمليات الرياضية والاقتباس العلمي أم في الأبعاد المتصلة بالعمل الجماعي، وحل المشكلات، وتطوير المهارات الهندسية.

ويبحث الطالب في مقرر مشروع التخرج إشكالية ما في اختصاصه نظرياً وعملياً، ويضع لها الحلول خلال فصل أو فصلين دراسيين، وغالباً ما يكون المشروع في الفصل الأخير من الدراسة الأكاديمية.

 

نظام للتحكم بواسطة الموجات الدماغية

وطورت ثلاث طالبات في برنامج الهندسة الإلكترونية نظام تحكم يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة على التحكم في الأشياء من خلال الموجات الدماغية.

وحصلت الطالبات: سارة مسعد، وصفية جاسم، وليلى مهدي على المركز الأول في فئة مشروعات الهندسة الإلكترونية عن مشروعهن.

وقالت صفية جاسم: "إن النظام الذي طورناه يساعد أي فرد لا يستطيع التحكم في جسمه على إصدار أوامر من خلال موجاته الدماغية التي يعالجها قارئ إلكتروني"، مشيرة إلى أن "نسبة النجاح وصلت إلى 81% في التجارب المختبرية".

وأعربت الطالبات الثلاث عن ثقتهن في إمكانية تطوير النظام وتسويقه تجارياً.

 

تعيين موقع العطل في التمديدات الكهربائية

كما طور الطلبة في برنامج الهندسة الكهربائية نظاماً لتعيين موقع العطل في التمديدات الكهربائية خلال فترة قياسية لا تتعدى بضع دقائق، واستحقوا عنه المركز الأول في فئة برنامج الهندسة الكهربائية.

وشارك في المشروع الطلبة: أسامة عبدالرحمن، وعثمان غني، ومحمود بشير الذين استطاعوا تطوير نظام إلكتروني مرتبط بنظام الملاحة العالمي عبر الأقمار الصناعية (GPS).

وبحسب بشير، فإن المشروع يعد بديلاً عن النظام التقليدي الحالي الذي يعتمد على تثبيت أجهزة في المحطات الفرعية، وعند حدوث أي عطل يقوم الموظفون بفحص الأجهزة في محطة بعد الأخرى، وهو الأمر الذي يستغرق عدة ساعات.

وقال: "في النظام الذي طورناه نعتمد على أجهزة في المحطات تعطي بيانات لحظية مرتبطة بشبكة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومن خلالها يمكن تعيين موقع العطل خلال دقائق معدودة".

وأكد أن هذا المشروع سيسهم، حال تنفيذه، في تطوير نظام الطاقة في البحرين ليتواكب مع الأنظمة الذكية.

 

تصميم مبنى معلق

وفاز الطلبة في برنامج الهندسة المدنية: هادي عبدالحميد، وشهباز عابد، وربيع محمد مبارك بالمركز الأول في فئة المشروعات المدنية عن مشروعهم لتصميم مبنى معلق بين فندقين.

وكان التحدي للطلبة الثلاثة أن يصمموا مبنى معلقاً بين فندقين ليكون مركزاً للمطاعم والخدمات الفندقية بحيث لا ينخفض المبنى المعلق، ولو بمقدار سنتيمترين.

وقال الطالب هادي عبدالحميد: "لقد قمنا بأكثر من 23 عملية تصميم طوال فصلين كاملين باستخدام البرامج المتخصصة في التصميم، واستخدمنا الخرسانة المسلحة، والحديد، والأغطية، وصولاً لتصميم البرج بدقة عالية".

 

مصنع يتنبأ بالأعطاب والمشكلات

وفي برنامج الهندسة الكيميائية طورت الطالبات: حنين عبدالكريم، وإيناس النجار، وعلياء جلال مصنعاً مزوداً بحساسات ومجسات تمكن الفنيين من قياس المتغيرات الصناعية، مثل: الحرارة والتدفق، والضغط، وغيرها، وتنبئهم بشأن احتمالات حدوث أعطاب أو مشكلات فنية قبل وقوعها.

وحصلت الطالبات الثلاث على المركز الأول في فئة مشروعات الهندسة الكيمائية عن مشروعهن الذي طورنه بطريقة افتراضية عبر برنامج الماتلاب.

وقالت الطالبة حنين عبدالكريم: "لقد قمنا بعمليات اختبار للنظام الذي طورناه في المصنع الافتراضي، واستطاع النظام التنبؤ بثلاث مشكلات، وهو الأمر الذي يساعد على تجنب الحوادث الصناعية".

ونبهت إلى أن عملية تطوير النظام الحمائي للمصنع الافتراضي لم تكن عملية بسيطة، وذلك أن المشكلات المصنعية مرتبطة بعضها ببعض بطريقة شبكية وليست خطية، ولكننا راضون عما توصلنا إليه من نتائج".

وفي برنامج هندسة الأجهزة الدقيقة والعمليات الصناعية فاز الطلبة: عبدالرحمن محمد، وجابر أحمد، وبدر نبيل بالمركز الأول عن مشروعهم الذي هدف إلى تطوير عملية معالجة الغاز في أحد أبراج التقطير في مصنع لإنتاج الغاز.

وأوضح الطالب بدر نبيل أن تطوير عملية المعالجة بطريقة غير تقليدية ساعد على تحسين المخرجات، وتقليل استهلاك الطاقة.

 

ميكيانيكية توليد الطاقة عبر حركة الموج

وتمكن فريق طلابي في قسم الهندسة الميكانيكية من تطوير وحدة لإنتاج الطاقة عبر حركة الموج. وفاز الفريق الذي تكون من الطلبة: محمد علي سنان، وعبدالله حمد مبارك، وعبدالله محمد سلامي، وعيسى عبدالرحمن يوسف بالمركز الأول في فئة مشروعات برنامج الهندسة الميكانيكية.

وقال الطالب عبدالله سلامي: "إن فكرة المشروع تقوم على الاستفادة من ميكانيكية موج البحر لتوليد الطاقة، وإيجاد محطات للتوليد في عرض البحر"، مشيراً إلى أن "الفريق الطلابي ابتكر هذه الميكانيكية بعد إجراء العديد من التجارب، وهو يفكر في الوقت الحاضر في تسجيل براءة اختراع للمشروع".

وأشاد رئيس لجنة معرض مشروعات طلبة كلية الهندسة عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الميكيانيكية بالجامعة الدكتور عمر عبدالعزيز العباسي بأفكار الطلبة، وقدرتهم على تحويل المعادلات الرياضية النظرية إلى مشروعات عملية.

ودعا الطلبة الذين يعدون للاشتغال على مشروع التخرج في الفصول المقبلة إلى التركيز على مشروعات مستوحاة من الاحتياجات اليومية للإنسان والقطاع الصناعي.

ولفت في الوقت نفسه إلى أن الأساتذة الذين يشرفون على مشروعات الطلبة لا يدخرون جهداً في الإرشاد والتوجيه لتحقيق الاستفادة المرجوة لجميع الطلبة، مشيراً إلى أن الكلية وفرت مؤخراً طابعات ثلاثية الأبعاد ستساعد الطلبة كثيراً على تجسيم أعمالهم ومشروعاتهم.