العدد 3389
الأربعاء 24 يناير 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
لتوضيح الصورة فقط؟
الأربعاء 24 يناير 2018

هل الصورة في البحرين والمنطقة عموماً واضحة للجميع؟ سؤال يبدو أنه مسكوت عنه حتى أجل مسمى؟ هل المنطقة اليوم بخير؟ هل دول مجلس التعاون بأفضل صحة؟ هل شعوب المنطقة راضية عن أداء دولها؟ هل حرب اليمن يفهم المواطن الخليجي أهميتها له شخصياً؟ هل الوضع العام في المنطقة يبشر بالاستقرار؟ أم الاستنفار؟
هذه الأسئلة تدور في ذهن البعض ولا تشغل البعض، كالعادة هناك من هو مشغول بهمه اليومي ورزقه وحياته المعيشية، بل هناك من هو قلق على معاشه وأسرته أكثر من قلقه على المنطقة وهذا أمر طبيعي لأي فرد في العالم، فالمواطن الأميركي عموماً لا يهمه التدخل الأميركي في أية منطقة في العالم حتى لو قيل له هذا لصالح الأمن القومي الأميركي، لا يهمه ذلك بقدر اهتمامه بالسكن والتعليم والضرائب وهذا سلوك بشري فطري يقوم على غريزة حماية الذات.
ما أهدف إليه من طرح تلك الأسئلة هو تحريك الآلة الإعلامية الرتيبة لتبين للمواطن البحريني والخليجي ماذا يجري في المنطقة؟ وما الهدف من كل إجراء أمني واقتصادي وسياسي في هذا الوقت بالذات؟ لأن ترك المواطن بدون غطاء إعلامي، وبدون توضيح، سوف يحدث فجوة رهيبة بين الدولة والمواطن ومجلس التعاون والمواطنين الخليجيين الذين يتساءلون بهمسٍ حيناً وبصمت حيناً آخر عن كثير من الأمور المسكوت عنها دون أن يبدو عليهم في الظاهر التبرم ولكن شعورهم يقول عكس ذلك؟
فمثلاً مما يدور في أذهان الكثيرين في المنطقة، ما كلفة حرب اليمن على المواطن الخليجي؟ ما كلفة التسلح الخليجي على مستوى المعيشة؟ هل الضرائب المستحدثة ستأخذ في الاعتبار الاستقرار الاجتماعي؟ هل هناك مواجهة محتملة بين دول مجلس التعاون وإيران؟ هل ستكون أميركا طرفا في هذه المواجهة لو حدثت أم تكتفي بالتصريحات النارية؟ هل هناك مصلحة في حرب خليجية جديدة؟ وما كلفتها على المنطقة؟
ربما لا يأخذ المواطن هذه الأسئلة مأخذ الجد، أو ربما يراها لا تعنيه، فالدولة والمسؤولون تكفلوا بكل شيء وما عليه سوى الانتظار والترقب؟
كل هذه الهواجس الدائرة الآن والتي تشغل على الأقل حتى الآن نخبة قليلة من المواطنين لا تجد صدى لا في الإعلام الرسمي ولا الصحافة ولا حتى في وسائل التواصل الاجتماعي الغارقة أصلاً في السيناريوهات التي يختارها فريق ما ويشغل بها الناس، ففي كل يوم تجد قضية تشغل الجميع عن الواقع وبمجرد أن تستنفد القضية حتى تُخْترع قضية جديدة حتى بلغ الأمر أن تصبح كلمة عابرة مثل موكلي حدثاً مزلزلاً شغل الناس عن تلك الأسئلة المطروحة والمسكوت عنها معاً.
أمن واستقرار، هذا هو المهم سواء فهم المواطن أم غاب عن ذلك تبقى مهمة الدولة توضيح الصورة فقط.

تنويرة:

كثرة العثرات تفرض أن تغير طريقك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .