العدد 3389
الأربعاء 24 يناير 2018
banner
بروح رياضية حسن علي
حسن علي
صاحب “المؤتمرات الصحافية”.. أعد النظر!
الأربعاء 24 يناير 2018

تلجأ الكثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف المجالات لإقامة المؤتمرات الصحافية للكشف عن تفاصيل أو معلومات عن حدث او مشروع أو مبادرات معينة، أو توضيح ملابسات قضية أو مشكلة، وتهدف في المقام الأول والأخير إلى التواصل مع مختلف ممثلي وسائل الإعلام والرد على أسئلتهم بكل شفافية ووضوح.

في الواقع الحالي اختلف الأمر تماماً، وأصبحت بعض المؤتمرات الصحافية مضيعة للوقت والمال والجهد، وهنا أقصد المؤتمرات التي تهدف إلى “البهرجة الإعلامية” وجذب أكبر عدد من الحضور وما أكثرها في هذه الأيام على المستوى الرياضي، وليست المؤتمرات الصحافية الجادة والهادفة.

تدعوك المؤسسة لحضور المؤتمر الصحافي، وانطلاقا من واجبك المهني تلبي الدعوة وتحضر نفسك للأسئلة، وتقوم بتدوين العديد من النقاط التي دارت خلال المؤتمر لكتابة الموضوع، وتجتهد في الحصول على أخبار حصرية، وربما تكون أنت وزميل آخر الحاضران الوحيدان من بين الصحف أو وسائل الإعلام، وما أن ينتهي المؤتمر حتى يفاجئك أحد المسؤولين في تلك المؤسسة “سنرسل لكم مادة رسمية عن المؤتمر”، إذا.. لماذا أقيم المؤتمر؟ ولماذا هدر الأموال على حجز افخم قاعات الفنادق وتضييع وقت الصحافي؟ ألم يكن بإمكان تلك المؤسسة إرسال مادة صحافية موحدة؟.

مؤخراً قامت اللجنة الأولمبية البحرينية بتنظيم مؤتمر صحافي للكشف عن مبادراتها لعام 2018 ونظمت وزارة شؤون الشباب والرياضة مؤتمراً عن جائزتي “امتياز” و”ريادة” للأندية والمراكز الشبابية وأعجبني كثيراً احترام تلك المؤسسات للعمل الصحفي بإتاحة الحرية أمام كل صحافي لكتابة المؤتمر وفق تصوره واجتهاده بدلا من تعميم مادة رسمية تقتل الإبداع الصحافي وتشيع حالة الكسل والخمول لدى رجال الصحافة، وعدم احترام المنافسة الشريفة بين الصحف وتقدير من حضر عن من تخلف عن الحضور حتى لا يكونا سواسية، بل إن من مصلحة الجهة المنظمة للمؤتمر أن يكون هناك تنوع في تناول الموضوع، وإذا لم تكن هناك ثقة من قبلها في قدرة الصحافي على نقل المعلومات بصورة دقيقة، فينبغي عليها أن تقوم بتعميم خبر رسمي من البداية بدلا من استنزاف الأموال وتضييع الوقت على المؤتمر.

من حق كل جهة عبر القسم الخاص بالإعلام والعلاقات العامة أو المحرر المسؤول عن كتابة الأخبار إرسال عشرات الأخبار الرسمية يومياً، ولكن بخصوص المؤتمرات الصحافية فإن الوضع مغاير، ويحتم إعادة النظر في الأمر، إلا في حالات الضرورة القصوى التي تتطلب كتابة المؤتمر وفق الأطر الرسمية لإيصال رسالة ما، ربما تكون عصية على الفهم أو في حال الرغبة بنشر موضوع مهم لأكبر شريحة ممكنة من الناس، مع أهمية التذكير بأنه يستثنى من مؤتمرات “الشو” المؤتمرات الصحافية التي تعقب المباريات في بعض البطولات باعتبارها أحد متطلبات الاتحادات الدولية والقارية لتنظيم العمل الإعلامي وإجبار المدربين وقادة الفرق للحديث أمام وسائل الإعلام.

وفي الختام فنحن أيضا لا نعفى من المسؤولية، فالكثير من الصحافيين أصبحوا يعزفون عن حضور المؤتمرات الصحفية، ولا أعلم إن كان العزوف ناتج عن “المواد الرسمية” التي تعقب المؤتمرات والشعور بعدم الجدوى من الحضور، أم أن أصحاب المؤتمرات الصحافية أنفسهم أصبحوا يلجأون لذلك الأمر بسبب غياب الصحافيين عن الحضور أساسا، وهو ما يستوجب عملية التصحيح لمنع تفشي تلك الظاهرة التي أتمنى أن لا تجبرني الظروف للانسياق معها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية