العدد 3392
السبت 27 يناير 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
شركاء تشريد اللاجئين
السبت 27 يناير 2018

الإعلام الغربي قام بتصوير العرب بأنهم تعمدوا عدم تقديم أي شيء تجاه اللاجئين السوريين، في محاولة منه لمساندة الحكومات الغربية بتوجيه اللوم للعرب والخليجيين، بعد أن اهتزت صورة هذه الحكومات أمام الرأي العام نتيجة عدم اكتراثهم بهذه المأساة بداية الأمر، وانكشاف المتاجرة بقضية حقوق الإنسان، ولعل من المناسب أن نعيد التذكير بأن إيران ونظام البعث العميل لكسرى طهران، هما من تسبب ويتسبب بقتل وتشريد السوريين، إلا أن هناك جهات أخرى متورطة بقتل الشعب السوري وتهجيره من أرضه، والتسبب في معاناته سواء بالغرق أو التعرض لمخاطر الطريق، وهذه الجهات، وإن لم تشارك فعليا أو بطريق مباشر بقتل الشعب السوري، هي المصالح السياسية للغرب وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية... فروسيا التي اعترفت أخيرا بنقلها أسلحة إلى نظام بشار الأسد، وعبور طائراتها المحملة بهذه الأسلحة الأجواء الإيرانية واليونانية، هي شريك في قتل السوريين، حيث إن بشار يستخدم هذه الأسلحة لقتل شعبه وتشريده.

والإدارة الأميركية، التي تتباهى بدفاعها عن حقوق الإنسان، وقفت صامتة فيما يخص بشار ولم تساند المعارضة، وتضحك علينا بتدريب أفراد منهم، نتيجة صفقة إيرانية أميركية تتضمن عدم التدخل الأميركي لإزاحة بشار، مقابل موافقة إيران على التوقيع على الاتفاق النووي، والدول الأوروبية التي صرحت مرارا وتكرارا بدعمها حقوق الإنسان، ووقوفها مع الشعوب المضطهدة وحقها بالديمقراطية وتقرير المصير، نجدها تقصف خيال داعش وتترك بشار الأسد يعيث قتلا وتشريدا للسوريين، وهاهي المجر تصرح بأنها حامية العرش المسيحي الأوروبي وتقف ضد اللاجئين، وعليه فإن قضية حقوق الإنسان لدى الغرب انكشفت، وتبين لنا مدى القذارة السياسية التي ينتهجها الغرب في تعامله مع حقوق الإنسان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .