“إذا كنت تتطلع إلى زيارة واحدة من الدول العربية الـ 22؛ يجب أن تكون البحرين في القمة”... هكذا قالت الكاتبة والمخرجة البريطانية هانا بيري جورج في مقال مطول، نشرته صحيفة “مترو” البريطانية الواسعة الانتشار الشهر الماضي، وسردت فيه الكاتبة 9 أسباب اعتبرت أنها كفيلة بأن تجعل من البحرين الوجهة السياحية المفضلة في الشرق الأوسط.

البحرين، رغم كل ما تتمتع به من إمكانات سياحية كبيرة، لا تحتل المراكز المتقدمة التي تستحقها على مستوى المنطقة؛ لا من حيث عدد الزوار ولا من ناحية الإيرادات السياحية، فوفقا لأحدث بيانات منظمة السياحة العالمية، تحتل البحرين المركز الثامن عربيا من حيث عدد الزوار، أما إيراداتها من السياحة فلا تضعها ضمن الدول العربية العشر الأوائل.

التركيز على القطاع السياحي في البحرين يجب أن يرتقي إلى مستوى أهميته كمحرك رئيس للتنمية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، فاليوم أصبح حجم الأعمال التجارية المرتبطة بالسياحة عالميا يساوي أو يتجاوز حتى حجم صادرات النفط أو المنتجات الغذائية أو السيارات.

دول متقدمة ونامية تعتمد بشكل أساس على السياحة كمصدر رئيس للدخل وتوفير فرص العمل؛ إسبانيا على سبيل المثال حققت من السياحة في العام 2016 إيرادات بلغت 60.3 مليار دولار، فيما جنت تايلند في العام ذاته 49.9 مليار دولار (نحو 19 % من ناتجها المحلي الإجمالي).

هيئة السياحة في تايلند تستخدم شعار “تايلند المذهلة” للترويج لهذا البلد عالميا، فلما لا تستخدم المملكة شعار “البحرين في القمة” للترويج لنفسها؟ أو أي شعار مناسب يعكس مكانة البحرين كوجهة سياحية متميزة في المنطقة، أو المحبة الكبيرة التي تغرسها المملكة في قلب كل من يزورها.

الكاتبة البريطانية، أشارت في مقالها إلى أن مظاهر المدنية والحداثة حاضرة بقوة في البحرين، ومع ذلك لم تستبدل المملكة الجديد بالقديم ولم تتخل عن جوهرها الثقافي والتراثي فنجحت في الحفاظ على روحها.

من بين الأسباب التي اعتبرت الكاتبة أنها تميز البحرين عن غيرها: رحلات صيد اللؤلؤ، والأسواق الشعبية، والمعالم التاريخية، والحرف اليدوية، والريوق البحريني، والطراز المعماري الذي يجمع بين الماضي والحاضر، خصوصًا في المحرق، التي شبهتها بمدينة كورنوال الإنجليزية.

الأوربيون يعتمدون على مقالات مثل هذه لاختيار وجهات أسفارهم، لذلك فإن ما يكتب عن البحرين من الخارج يكون له بالتأكيد وقع وتأثير كبيرين على قراراتهم. وبما أن إشادة الكاتبة بالبحرين شهادة غير مجروحة نأمل أن توجه الدعوات إلى الكتاب المتخصصين في السياحة لزيارة المملكة وتدوين انطباعاتهم عنها.