العدد 3393
الأحد 28 يناير 2018
banner
منتخبنا لكرة اليد... دون مكياج!
الأحد 28 يناير 2018

يضعني اللقاء المُرتقب الذي يجمع بين منتخبنا الوطني ونظيره (الأممي) في نهائي بطولة كأس آسيا لكرة اليد اليوم أمام سؤال جدلي: هل نُريد أن نُصبح مثلهم؟

وأعني بذلك منتخب قطر الذي يُعزز صفوفه بلاعبين مجنسين من مُختلف دول العالم. ولا أذيع سرا هنا او ادعاء وإنما حقيقة يتحدث عنها جميع المُهتمين بكرة اليد، تماما كما يتحدثون عن منتخب البحرين الذي يعزز صفوفه بلاعبين بحرينيين يمثلون فخر الصناعة الوطنية، بوصفهم ينحذرون من قرى ومدن أصيلة تهوى اللعبة وتظهر بصماتها في أندية مثل باربار وسماهيج وأم الحصم.

لذلك من حق البحرينيين أن يشعروا بالفخر بأبنائهم المُتألقين مع المنتخب الوطني لكرة اليد، حيث سجل تأهله لكأس العالم للمرة الرابعة ووضع قدمه على العرش القاري منتظرا مباراة صعبة جداً أمام منتخب يضم في صفوفه لاعبين محترفين من دول متقدمة في مجال اللعبة داخل القارة الآسيوية وخارجها.

وبغض النظر عما ستؤول إليه المُباراة التي ستجرى في وقت مبكر بتوقيت سيؤول، فإنني أعلم جيدا أن منتخبنا الوطني يحتاج الى معجزة ليكسب رهانه مع المنتخب الذي سبق وأن تغلب عليه في الدور الأول؛ نظرا إلى الفارق الفني الواضح، لكنني أستشهد بعبارة جميلة قالها مسؤول رفيع في اتحاد كرة اليد البحريني: يكفينا فخرا أن نصل بأبنائنا اللاعبين الشجعان إلى النهائي. إن لم يكتب لنا الفوز فقد خسرنا بشرف... انتهى الاقتباس.

ولا أظن أن أحداً منا يرفض مبدأ الخسارة بشرف، كما يرفضها البعض ممن يتبع سياسة استيراد النصر من الخارج، حتى وإن أصبح الفوز دون معنى وفاقدا للمغزى الحقيقي من المنافسات الرياضية التي تتيح إلى الدول استعراض قواها الذاتية عبر إقامة مباريات فردية وجماعية.

غير أن المنافسات الدولية تستند على قوانين هشة، أفسحت المجال أمام ظاهرة التجنيس التي تُفرط بعض الدول في استخدامها كما تُفرط بعض السيدات في استخدام المكياج (الميك آب) لتخفي بهذا المسحوق السحري عيوبها وتظهر جمالا مصطنعاً.

وحتى لا ندخل في مهاترات عن المكياج وعمليات التجميل التي تجريها النساء لتحسين مظهرهن، أختم كلامي هنا بتقديم الشكر إلى إخواني الرجال في منتخب اليد؛ لأنهم أزالوا بإنجازاتهم الحاضرة والسابقة كل الاعتقادات الخاطئة في عقولنا عن مكياج التجنيس الرياضي، وأصبح الآن من الواضح لدينا أن البحث عن الفوز مهما كان الثمن ربما يُحقق فوزا ليس له ثمن!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .