تابعت قبل أيام، رسالة فيديو مؤثرة للناشط في العمل الإغاثي خالد موسى البلوشي، من المخيمات الباردة للاجئين السوريين بالأردن، ناشد فيها أهل الخير التسابق لنجدة إخوانهم هناك، ومد يد العون والمساعدة لهم.

الرسالة التي لم تتجاوز الدقيقة الواحدة، حملت خلاصة الفكر الإنساني المسؤول، بأن مسؤوليات الحياة ليست محصورة بالإنجاز الشخصي فحسب، بل بشد الرحال لمشارق الأرض ومغاربها؛ نصرة للمستضعفين، ولمن كانت ظروف الحياة وبالاً عليهم.

واستذكرت حديث البلوشي، بزيارتي الأخيرة لمدينة مومباي الهندية، حين رأيت جموعا غفيرة من البؤساء والفقراء مكومين ليلا على الأرصفة، لحافهم السماء.

وقلت يومها لزميل يرافقني وبالحرف: هذه المشاهد التي تراها أمامك، غيرت مفاهيم الحياة لدى كثيرين، ممن تركوا متاع الدنيا وملذاتها، وسخروا جل حياتهم، لإنقاذ المعدومين، وإشباع جوعهم، وتعليمهم، وكم سمعنا من هذه الحكايات، وتأثرنا لأجلها.

إننا مدعوون اليوم، لأن نعزز مفاهيم ثقافة الخير بأنفسنا، وبأبنائنا، وفي كل من نعرفهم، فالدال على الخير كفاعلة، بحديث للرسول الكريم (ص).

ومن المهم أيضا، أن نسخر الإمكانات والموارد المتاحة خدمة لهذه المساعي، والتي يترقبها من لا حول لهم ولا قوة.