+A
A-

مواجهة خاصة بين يورجن كلوب وديفيد فاجنر

يستعد الألماني يورجن كلوب، مدرب نادي ليفربول، مواجهة مواطنه ديفيد فاجنر، الذي يتولى تدريب هيدرسفيلد، عندما يتقابل الفريقان، اليوم الثلاثاء،  في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز.

وارتبط كلوب وفاجنر بعلاقة صداقة، منذ لعبهما معا في ماينز بدوري الدرجة الثانية الألماني، كما أن كلوب اختار فاجنر ليكون مرافقا له خلال حفل زفافه.
ولم يكن غريبا أنه حينما سنحت فرصة لفاجنر، قرب نهاية 2015، في الرحيل عن منصبه كمدرب للفريق الثاني لبوروسيا دورتموند، فإنه أجرى اتصالا مع كلوب، وسأله عن رأيه بعد أسابيع قليلة من انتقال هذا المدرب الشهير لتدريب ليفربول.
وجاء الرد واضحا من كلوب إلى صديقه "افعل ذلك ببساطة".
وعمل فاجنر بنصيحة صديقه، وتولى تدريب هيدرسفيلد وقاده للصعود إلى الدوري الممتاز العام الماضي، وفي الموسم الأول للفريق في دوري الأضواء منذ 1972، فإنه يحتل المركز الـ 14.
وجلس فاجنر في مكتبه الصغير المتواضع، وسط ضوضاء من أعمال بناء لا تزال مستمرة في مركز تدريب هيدرسفيلد، وضحك عند سؤاله، عما إذا كان كلوب قد أعطاه أي معلومة عما ينتظره في هذا النادي.
وقال فاجنر في مقابلة "لا. لم يكن لديه أي معلومات. لم يكن يعرف أي شيء عن هيدرسفيلد ولم يكن تقريبا يعرف شيئا أيضا عن دوري الدرجة الثانية".
وأضاف فاجنر "كان يعرف تقريبا ظروفي في دورتموند. أنا متأكد أيضا أنه لاحظ بعد شهر واحد من وجوده هنا، أن هناك الكثير من المشاعر في كرة القدم في إنجلترا، لذا قال لو سنحت لك الفرصة قم بتجربة الأمر".
وتابع "ما أعرفه الآن بعد عامين ونصف في هذا المنصب، أنني استطيع القول إنه أحد أفضل القرارات التي اتخذتها طوال حياتي".

ويحظى المدرب البالغ عمره 46 عاما بشعبية كبيرة في هيدرسفيلد، وهذا الأمر ليس فقط بسبب نجاحه في إنجاز الشيء غير المتوقع مع فريق يملك أحد أقل ميزانيات فرق الدرجة الثانية، وقاده للصعود للدوري الممتاز، بل أيضا لأنه فعل ذلك بطريقة كان لها تأثير إيجابي على الجميع.
وربما لا يملك فاجنر نفس سمات كلوب، لكنه يتشابه معه في قدرته على تحويل حماسه إلى المشجعين، وكذلك إلى اللاعبين.
ولا تزال حانة النادي الاجتماعي موجودة إضافة إلى تقاسم استخدام المطعم بين لاعبي الفريق وأعضاء النادي الباحثين عن وجبة غذاء، ويملك اللاعبون الحرية في تناول الطعام في مكان خاص أو مع الجمهور.
ويعتقد فاجنر أن مثل هذا النهج غير المعتاد، يعتبر أمرا صحيا بالنسبة للاعبين.
وقال فاجنر عن ذلك "أعتقد أننا لا نزال نعد ضمن المجتمع، ويمكننا أن نشعر بما يشعر به المجتمع إذا كنا نرغب في ذلك.
وتابع "أعجبني ذلك لأنني لا أكون دائما وسط المدينة للشعور بنفس مشاعر العامة، لكن يمكن تناول وجبة الغذاء في المطعم والاستماع إلى بعض التعليقات سواء الإيجابية أو السلبية ومعرفة ما يحدث من حولك".
ويرتبط فاجنر بالكثير من الأمور بعيدا عن اللعبة، فعلى عكس المعروف عن معظم المدربين بتولي مسؤولية الفريق الأول فقط، فإنه يقوم بدور في تطوير مركز تدريب النادي وكذلك في بعض المشروعات الأخرى.

وقال فاجنر "أنا أرتبط بشدة بكل شيء تقريبا يحدث هنا. ألتقي مع العمال والمهندسين ويسألونني عن أفكاري وتصوراتي للخطوة المقبلة وما إلى ذلك".
وبكل تأكيد، فإن تركيز فاجنر الأساسي ينصب على تشكيلة الفريق الأول، وقد نجح في تدعيم الصفوف بعد الصعود إلى الدوري الممتاز ويحاول باستمرار تحقيق مفاجآت، كما فعل بالفوز على مانشستر يونايتد في أكتوبر الماضي، لمحاولة البقاء في المسابقة.
وأوضح فاجنر "نعرف أننا يجب أن نقدم أفضل من المنتظر في كل مباراة. إذا قدمنا أداء متوسطا لن يكون ذلك كافيا وهذه هي الحقيقة".
وتابع "رسالتي هي أنه لا يمكن الشعور بالسعادة بالأمور العادية، بل حاولوا العمل على تحقيق الأشياء الاستثنائية. حاولوا ألا تضعوا حدودا لأنفسكم وحاولوا إدراك أنه يجب تقديم أفضل من العادي".
وأشاد فاجنر بشكل كبير بأداء ليفربول، خلال الفوز 4-3 على مانشستر سيتي في الدوري، وعمل كلوب لكنه يملك دائما الأمل في فريقه.
وقال فاجنر "أعتقد أنه أدى عملا استثنائيا حتى الآن. لقد نجح في إيصال أفكاره إلى الفريق. لكن عندما نواجهه سيقل تركيزنا عن مباراته أمام السيتي، وسنركز على خسارته أمام سوانزي، هذا يمنحنا الأمل".